في عيون تلميذة طموحة مثابرة مثلها .. «سارة» ابنة الثامنة.. طفولة على دروب النجاح والكفاح.. كان يحدوها أمل ذات يوم أن تلبس معطفها الأبيض «طبيبة الحلم» في قلب وعيون أبويها، سارة بمريولها الرصاصي وملامحها البريئة التي لا تخلو من نجابة وذكاء، وقدمين نحيلتين تقودانها إلى مدرستها وحقيبة قد أثقلت كاهلها، طموحات عريضة وأحلام مشروعة كان لها.. وكان لها.. تنسف بنشوة شاب متهور صبيحة يوم مزعج حزين.. لفظت أنفاسها الأخيرة وقد تلطخ مريولها بدمها الطاهر، وبقايا جسدها الهزيل..!! رحلت سارة وبقيت كراستها باكية تئن بنجمات وثناء معلماتها.. إلى الأمام وأنامل حب ومرسمة تسمو بكف مرتجفة رقيقة.. محاولات جاهدة تحبو كي تكتب أحبك يا بابا، وأحبك يا ماما، بينما ظلت طاولتها الخشبية وكرسيها جاثمة صامته حسرة وأسى لوداع سارة الحلم والأمل..!! مشهد يتكرر وأحلام تصادر، وأرواح تزهق، وما زلنا قاصرين عن ثقافة الوعي، وتطبيق النظام، وحوادث الطريق ، فما أجمل طرقنا وهي تتزين بشعارات هواء في خواء، وما أبشعها وهي تضطجع بدماء أبرياء. فايع آل مشيرة عسيري