الوفاء خلق رفيع عرفه الإنسان منذ قديم الزمان، فلا يكاد يذكر الوفاء إلا ويذكر اسم الشاعر الجاهلي السموأل الذي ضرب به المثل في الوفاء حين ضحى بابنه في سبيل الحفاظ على وديعة لامرئ القيس. لقد تفشى وباء الجحود لدى كثير من البشر.. فلا الجميل عندهم عاد يذكر.. ولا المعروف لديهم صار يحفظ.. ولا التواصل معهم ظل يستمر.. أف من الدنيا حين يئن الوفاء في صدور الشرفاء!! ويتوارى الضعفاء الجهلاء خلف أحراش النكران والجفاء.. ينظرون من طرف خفي علهم يحظون بجميل جديد يقدم إليهم دون أن يفكروا في رد الجميل، وكأنهم ما خلقوا إلا ليأخذوا وما دروا أن قيمة الحياة الحقيقية تكمن في العطاء.. والعطاء لا يكون مقصورا على المال.. فالعطاء هو العطاء من النفس.. وذلك بالإحساس بمن حولنا.. نعامل الناس بما نحب أن يعاملنا به الناس؛ فنكون مثالا لمكارم الأخلاق، لا نعيب على إنسان فعلا ما ونحن أول الواقعين فيه.. والعطاء من الوقت.. بأن نخصص أجزاء من وقتنا نرسم فيها لوحات الوفاء بأرياش الإنسانية الحقة. الوفاء قيمة إسلامية عظيمة، ورصيد إنساني نبيل لمن يدرك قيمة التمسك بالخلق الحسن تمسكا نابعا من ثقافة سوية ثقافة تدعو إلى ضرورة الاتصاف بخلق الوفاء، والبعد عن التفكير ولو للحظة في الجحود والنكران، والتسامح مع النفس؛ لتتعلم النفس كيف تتسامح مع غيرها. ماجد محمد الوبيران خميس مشيط