خلق الوفاء من شيم الكرام، وسعود الفيصل من الكرام سن سنة حميدة تحمد لسموه تمثل مدى وفائه وفريقه للرجال الذين خدموا معه بل ومع أسلافه عند مفارقتهم للحياة سواء كانوا على رأس العمل أو تقاعدوا بعد أدائهم لرسالتهم وهذا الوفاء تعبر عنه صورة صغيرة في حجمها كبيرة في معناها هي نصف صفحة نعي في الصحف المحلية، كم يكون وقعها عظيم في نفوس عائلة الفقيد وأحبائه والمجتمع بأكمله. ونرى في حالات متقطعة لمسات مماثلة من وزارة الثقافة والإعلام. وهنا أجد مناسبة لأحيي معالي الأخ المهندس خالد الملحم وإدارة العلاقات العامة بالخطوط السعودية لوفائهم لمعالي المرحوم الكابتن أحمد مطر فكم أسعدني ذلك. كما أحيي معالي الأخ الأستاذ عبدالله زينل الذي نعى منذ أيام معالي المرحوم بإذن الله الشيخ محمد العوضي وزير التجارة الأسبق بمقالة تحمل بين طياتها الوفاء. والشيء بالشيء يذكر انتقل مؤخرًا إلى رحمة الله تعالى رجل فاضل وزير سابق أشهد الله بأنني لا أمت له بصلة أو قرابة أو صداقة. غمرني شعور بالإحباط وأنا أطالع الصحف غداة وفاته فلم أجد أي خبر صغير أو كبير عن وفاته. اللهم إلا النعي الصادر عن عائلة الفقيد فتساءلت متحسرا هل نحن مجتمع عاق ينسى الرجال. دفعني هذا الإحباط للاتصال بمعالي الوزير الحالي للوزارة التي كان يقودها الوزير الفقيد لأذكر معاليه بما يفعله سعود الفيصل في مثل هذه الحالات. غير أن كثرة مشاغل معاليه حالت دون أن أحظى بشرف محادثته. (رحم الله محمد النويصر الذي كان يتفقد ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء والمساكين خارج سور الديوان الملكي تحت أشعة الشمس وأمد الله في عمر محمد أبا الخيل الذي كان يجيب على كل رنة هاتف رغم مشاغلهم الكبيرة). وفي اليوم الثالث للوفاة كانت هناك تغطية إعلامية خجولة في بعض الصحف للوزير السابق لا تتناسب ومكانته وإن كنت التمس العذر للأخوة الصحافيين من الجيل الجديد لأنهم لم يعاصروا هذا الرجل كم أتمنى أن ترفرف أجنحة الوفاء على نوافذنا فتبدد غيوم الجحود والنكران. واليوم وبعد مرور قرابة أسبوعين على الوفاة، وأنا أترقب نعي الوزارة المشار إليها، ولكن (...........). عجبت لك يازمن.