كلما رأيت ارتباك عدة جهات حكومية في تحديد المسؤولية عن مهمة ما، شعرت أننا نعيش في كوكب آخر لا تنطبق عليه النظم و الإجراءات المطبقة في كل أنحاء الكرة الأرضية لتحديد المسؤولية عن ذات المهمة أو الوظيفة أو العمل!!. وزاراتنا المتعددة ذات الموازنات القياسية والاعتمادات المالية المليارية الأضخم عالميا قياسا بالنتائج، هي أقدر وزارات العالم على تقاذف المسؤوليات والهروب من المهمات مستغلة عدم الدقة في تحديد المهام و تداخل المهمات والضحية هو المواطن!!. تقاذفت وزارتا الزراعة والصحة المسؤولية عن حمى الوادي المتصدع فقلنا لوجود الإنسان والخروف طرفين، وتقاذفت الصحة والشؤون البلدية المسؤولية عن حمى الضنك فقلنا بعوضة وإنسان، وبقي موضوع تحليل الأغذية موضوع جدال بين التجارة والصحة إلى أن جاءت هيئة الغذاء فأعطيت الجمل بما حمل، ودخلت وزارة المياه مع الزراعة في جدل لم ينته هل نزرع أم نوفر الماء، و اختلفت وزارة النقل مع المرور حول مسؤولية حال حافلات النقل المهترئة هل هي مسؤولية النقل أم المرور؟!، ولم يحدد حتى الساعة هل النفايات الكيميائية الخطرة مسؤولية وزارة الصناعة أم البلديات؟!. أما المضحك إلى حد البكاء فهو الخلاف الدائر هذه الأيام وعبر القنوات الفضائية في نقاشات محتدمة، مخجلة أمام أنظار العالم حول من المسؤول عن نقل جثة المتوفى على الطريق؟! هل هو الهلال الأحمر أم الصحة أم البلديات؟!، وياللأسف أنه البلديات!!، فالسيارة التابعة لأمانة المدينة هي من أوكلت لها مهمة حمل الجثة من الطريق إلى ثلاجة الموتى حسب حوادث كثيرة و مواقف عديدة انتظرت فيها الجثة ساعات طوال على الطريق في انتظار وصول سيارة الأمانة، فسيارة الإسعاف وبمجرد تحديد الوفاة تغادر خالية، لكن المشكلة لا تنتهي بالخلاف على من ينقل الجثة؟!، المشكلة تبدأ بعد ذلك عندما تنقلها سيارة الأمانة و لاتجد ثلاجة تقبلها فالثلاجة تتبع للصحة!!، والطبيب الشرعي كذلك!!. المشكلة أنك تموت وأنت لا تعرف من سينقل جثتك، و لا أين ستوضع و كأنها جثة من كوكب آخر!!، إذا أنصحك أن لا تموت على الطريق!! لا تخرج أبدا إلى أن تتفق الوزارات على تحديد دقيق للمسؤوليات مع أن العالم الذي يسافرون إليه (في انتدابات صيفية مدفوعة) حدد المهمات منذ قرن. www.alehaidib.comللتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة