اختلف حضور الأمسية القصصية للنادي الأدبي في المدينةالمنورة البارحة الأولى، حول فارسي الأمسية القاصين تركي الرويثي، وشروق الخالد، فمنهم من وصفهما بالمتقنين لقوان النص القصصي، ومنهم من اعتبرهما خارجين عن نطاق اللغة. ولكن اختلاف طبيعة التعاطي القصصي بين الرجل والمرأة كان واضحا في النصوص المقروءة، حيث أكد المداخلون أن القاصين دارا في فلك الأحدث التي تمس حياتهما كفطرة معتادة. وكانت الأمسية بدأت بثلاث قصص طويلة للرويثي من مجموعته القصصية «رغم ذلك لا»؛ رحلة الشتاء، وزنة سمران، والتيس الميت، واستخدم ما يدعم الحدث الذي اختاره ليوظف حوله القصة، مسترسلا بلغة مباشرة في مشاهد تصويرية مشوقة كأنك تراها، ومعتمدا على السرد الوصفي لأحداث قصصه الثلاث لإقناع المتلقي بتوظيف علاقة الزمان بالسرد. وفي الجولة الثانية اختارت شروق الخالد من مجموعتيها القصصية «أعناق ملتوية» و «تركتك لله» ست قصص قصيرة؛ قوقل، برهان، مبادئ بالشقلوب، سنارة، شفاه مبللة، وبعد الظن أثم، وجميعها واقعية تدور في فلك المصارحة والمشاعر الأنثوية، مستخدمة في نصوصها القصصية التلميح بمهارة فنية مختزلة الحدث في سطور قصيرة بعيدا عن السرد بما يومئ بما وراء العبارة دون تصريح مباشر. وتعاملت الخالد مع نصوصها بموضوعية تجسد وعيها القصصي، وإمكانية الولوج به إلى عالم التجديد والابتكار، وبنفس قصير جدا وعفوية المقصد الرمزي. وجاء نصها (برهان) ليظهر مدى تمتعها بالعفوية والنفس السريع.