شهد نادي المدينةالمنورة الأدبي الثقافي مساء الثلاثاءالماضي أمسية قصصية شبابية شارك في إحيائها القاصان تركي الرويثي وشروق الخالد وأدارها يوسف الرحيلي حضرها جيل شبابي متوقد . بدء الرويثي بالجولة الأولى بتقديم ثلاث قصص طويلة من مجموعته القصصية (رغم ذلك لا) بدئها برحلة إلي الأحساء – وزنة سمران وختمها (بالتيس الميت) . استخدم الرويثي ما يدعم الحدث الذي اختاره ليوظف حوله القصة مسترسلا بلغة مباشرة في مشاهد تصويرية مشوقة كأنك تراها. معتمدا على السرد الوصفي لأحداث قصصه الثلاث لإقناع المتلقي بتوظيف علاقة الزمان بالسرد وفي الجولة الثانية اختارت شروق الخالد من مجموعتها القصصية ( أعناق ملتوية) ومجموعتها (تركتك لله) ستة قصص قصيرة جدا هي( قوقل – برهان –مبادئ بالشقلوب – سنارة - شفاه مبللة – وبعد الظن أثم ) وجميعها واقعية تدور في فلك المصارحة والمشاعر الأنثوية استخدمت الخالد في نصوصها القصصية التلميح بمهارة فنية مختزلة الحدث في سطور قصيرة بعيدا عن السرد بما يومئ ما وراء العبارة دون تصريح مباشر. كما في نصها التالي (عقوبة)خلعت زوجها وجلبت لمدارها رجلاً آخر، غرسته بين أطفالها، انتهك حرمة أجسادهم،ثارت الأم غيرة من ابنتها، أوسعتها ضرباً باليمين والشمال وركلتها على بطنها المنتفخ ، هربت من البيت، رفعت والدتها يديها للسماء لاعنة وساخطة وفي الجهة المقابلة افترشت طفلتها الحرم متسرعة للرب أن يكفيه شرها .. الخالد تعاملت مع نصوصها بموضوعية تجسد وعيها القصصي وإمكانية الولوج به إلى عالم التجديد والابتكار وبنفس قصير جدا وعفوية المقصد الرمزي . ونصها (برها ن) يظهر تمتعها بالعفوية والنفس السريع وإيصال الرسالة من القصة في سطور لامس جبينها الأرض بسجدة، شهقت حين دفعها بقدمه ثم تجمدت ودم بارد يحيط عنقها ، حملوا كتلتها المتيبسة للصلاة رفع الإمام يده معترضاً : لا أصلي على خاطئة !! . وعقب في ختام الأمسية على القاصان من وصفهما بالمتقنان لقواعد النص القصصي ومن وصفهما بالخارجان عن نطاق اللغة. وان اختلافا في طبيعة التعاطي القصصي بين الرجل والمرأة كانت واضحة في النصوص التي قرءاها واكد المعقبون ان القاصان دارا في فلك الأحداث التي تمس حياتهما كفطرة معتادة .