احتشد قرابة مليون مصري في ميدان التحرير في القاهرة أمس للمشاركة في مظاهرة أطلقوا عليها اسم «مليونية تسليم السلطة»، فيما أعلن رسميا أن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي كلف رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني خلفا لحكومة عصام شرف التي قدمت استقالتها هذا الأسبوع ومنحه كافة الصلاحيات. وهو ما رفضه المتظاهرون الذين يطالبون المجلس العسكري بالتخلي عن السلطة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ومجلس رئاسي مدني إلى حين انتخاب رئيس جديد للبلاد في موعد أقصاه الثلاثين من أبريل المقبل، فضلا عن معاقبة قتلة المتظاهرين من ضباط وجنود الأمن والجيش. وأدى المتظاهرون، صلاة الجمعة في الميدان، وسط استنفار عناصر الجيش الذين فرضوا أطواقا أمنية وحواجز أسمنتية للفصل بين المتظاهرين وبين العناصر الأمنية خشية تجدد الاشتباكات التي دامت نحو أسبوع وأسفرت عن 41 قتيلا وأكثر من 1700 مصاب، بحسب ما أعلنه الدكتور هشام شيحة وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي أمس. وأقامت مجموعة من شباب وفتيات المتظاهرين بوابات لعبور الراغبين المشاركة في المظاهرة مع التدقيق في هوياتهم وتفتيشهم، منذ الساعات الأولى من صباح أمس خشية اندساس عناصر من الخارجين على القانون لإفساد المظاهرة، خاصة بعد القبض على شخص قال المعتصمون في الميدان إنه عقيد بجهاز مباحث أمن الدولة (المنحل) وبحوزته سلاح ناري وخزنتين للرصاص. وتسود الميدان والميادين الرئيسة في عدد كبير من المحافظات المصرية خاصة الأسكندرية، السويس، الإسماعيلية، الغربية، الدقهلية، أسيوط، سوهاج، وأسوان، أجواء من التوتر والاحتقان. وعلى الرغم من أداء الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية صلاة الجمعة مع المعتصمين في ميدان التحرير، إلا أنه أكد بوقت سابق أنه يحضر بصفته مواطنا مصريا، وهو ما ينسجم مع رفض المتظاهرين وجود أي لافتات أو ملصقات للأحزاب أو الحركات السياسية أو التيارات الفكرية، مؤكدين أن الوطن هو الشعار الذي يجب أن يرفعه الجميع.