القاهرة, يو بي أي، تظاهر اليوم بعد صلاة الجمعة بضع آلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير، احتجاجاً على استمرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إدارة شؤون البلاد ورفضاً لتكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني. ويشارك بالتظاهرة المعتصمون بميدان التحرير منذ أسبوعين إلى جانب ممثلين عن حوالي 23 حزباً وائتلافاً وحركة سياسية أبرزها "الجمعية الوطنية للتغيير"، وحركة "شباب 6 أبريل"، و"ائتلاف شباب الثورة"، فيما تقاطعها معظم الأحزاب ووجميع القوى الإسلامية. ويطالب المتظاهرون، الذين رفعوا علم مصر وصوراً للشهداء وصوراً أخرى لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي وأعضاء المجلس عليها علامة خطأ، بسرعة محاكمة جميع المسؤولين عن قتل الثوار خلال أحداث الثورة المصرية والأحداث الدامية التي تلتها، وتكريم الشهداء، وتسليم الحُكم إلى سلطة مدنية، ووقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وقام المتظاهرون بإقامة حواجز أمنية على مداخل ميدان التحرير الخمسة وتواجدت مجموعات من الشباب والفتيات لتفتيش كل من يدخل الميدان ذاتياً والتدقيق في هويته، فيما تتواجد على أطراف الميدان، خاصة من جهة شارع القصر العيني ومدخل عبد المنعم رياض، عدد كبير من سيارات الإسعاف. وكان المتظاهرون قد بدأوا بالتوافد على ميدان التحرير في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة للانضمام لأعداد من المعتصمين للمشاركة في تظاهرة تحمل أسماء متعددة أبرزها "جمعة رد الاعتبار"، و"جمعة تكريم الشهداء" و"جمعة عيون الشهداء" في إشارة إلى عدد كبير من المتظاهرين فقدوا عيونهم على يد عناصر من الجيش وقوات الأمن المركزي حاولوا فض اعتصام آلاف المتظاهرين بالقوة في ميدان التحرير. وفي سياق متصل، وقع في وقت سابق من صباح اليوم تشابك بالأيدي بين مئات المعتصمين بالميدان وعدد من المجهولين أقاموا سرادقاً لتلقي العزاء في قتلى التحرير والميادين الأخرى بالمحافظات الذين سقطوا مؤخراً. وقال عدد من المتظاهرين والمعتصمين إن مجهولين أقاموا سرادقاً كبيراً بجانب من جوانب ميدان التحرير، واعتقدنا في البداية أنه سرادق للعزاء في أحد المتوفين يسكن بمنطقة مجاورة للميدان، ولكن تأكدنا أن الهدف من إقامة السرادق هو تلقي العزاء في شهداء الميدان ونحن نرفض "ولن نتقبل العزاء في إخواننا حتى نثأر لهم". وكان آلاف المتظاهرين قد بدأوا منذ أسبوعين اعتصاماً مفتوحاً بميدان التحرير وبالميادين الرئيسية بمعظم المحافظات أهمها الأسكندرية والسويس للمطالبة برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة وتسليمها إلى المدنيين وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني لتسيير أمور البلاد إلى حين انتخاب رئيس جديد لمصر. ووقعت عقب يوم واحد من بدء الاعتصام اشتباكات دامية بين عناصر الجيش والأمن المركزي وبين المعتصمين راح ضحيتها 42 قتيلاً وأكثر من 1700 جريح، بحسب وزارة الصحة المصرية، فيما يتحدث المعتصمون عن أعداد أكبر من القتلى والمصابين معظمهم أصيب بغازات قالوا إنها سامة وتسبب حروقاً بالجلد.