قرأت قبل أيام مقالا في جريدة الرياض للدكتور القدير هاشم عبده هاشم تحت عنوان «رجل من ذهب» تحدث فيه عن رجل مكي محسن، من تجارها الكبار الذين ينفقون سراً على أعمال الخير والبر حريصين على أن تكون نفقتهم بينهم وبين الله، وإن علم بها أحد من الناس فإن ذلك العلم يقتصر على القائمين على شؤون إدارة العمل الخيري الذي موله ذلك الرجل المحسن، وكان الكاتب يتحدث عن الوجيه الشيخ سراج عطار، الذي ذكر أن له مساهمات سخية في أعمال الخير والبر، كان آخرها تبرعه بمبلغ 150 مليون ريال لصالح مشروع من مشاريع مؤسسة «تكافل» الخيرية التي تعنى بالأيتام والأسر الفقيرة المدقعة والمطلقات والأرامل ونحوهم من الضعفاء. وقد سرني ما كتبه الدكتور هاشم عن الوجيه المكي «سراج عطار» فقد بلغني شيء عن أعمال هذا الرجل وأنه مع سخائه في الإنفاق على الخير يتجنب أن يشار إلى ما قدمه ويرجو من يصله خبر عن أعماله ألا يحدث الناس عنه لأنه لا يريد من ورائه سمعة ولا شهرة، وقد ألزمت نفسي التي راودتني بالكتابة عنه وعن أعماله، باحترام رغبته لأن فيها تطبيقاً لقوله عز وجل «وإن تخفوها وتعطوها الفقراء فهو خير لكم»، أما وقد سبقني الدكتور هاشم بالكتابة عن أعماله الخيرية فقد أصبحت في حل مما ألزمت به نفسي! وسبق لي أن رأيته ذات عام وفياً مع صديق عمره الأستاذ حامد مطاوع رحمه الله عندما جلس يتعزى فيه ثلاثة أيام وكأنه أخوه الشقيق مكلفاً نفسه الحضور يومياً من جدة إلى مكةالمكرمة لتقبل التعازي في صديق العمر، ولأن المثل يقول «وبضدها تتميز الأشياء!» فإن المرء ليعجب من آخرين من صفيح أي من «تنك» حسب التسمية الشعبية لهذا المعدن الرخيص، فهم لا يصدر عنهم صوت أو يقومون بعمل ظاهره البر إلا ملأوا الدنيا ضجيجاً ودعاية لأعمالهم، وقال الواحد لمن حوله «انفحوني»، فيقوم المستفيدون من عطاياه بالدعاية له في أحاديثهم وكلامهم وربما بأقلامهم، وأمثال هؤلاء أينما وجدوا وفي أي زمن عاشوا لا يكون هدفهم من أعمال الخير إلا الدعاية والسمعة والشهرة، ولكي يقال عنهم ما يحبون سماعه من مديح وإطراء والله وحده المطلع على ما تخفي الصدور، ولا يقبل إلا الأعمال الخالصة لوجهه الكريم، فمن أراد السمعة والشهرة فقد ينال منها ما يرضي غروره، ولكنه يضيع بذلك الأجر والثواب الذي يسعى إليه رجال من ذهب، ويفرط فيه رجال من تنك!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة