غاصت «عكاظ» أمس داخل مدرسة براعم الوطن التي تردد اسمها في كافة أنحاء المملكة، فيما توشحت جدرانها بالسواد وكأنها حزينة على فقد المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة، فيما أصيب 59 ما بين طالبات ومعلمات ومسعفين وأولياء أمور. وطافت جولة «عكاظ» على المدرسة بكل الأركان والغرف ورصدت عدستها صور طالباتها داخل الصفوف وقد تزينت بها، فيما تركت المعلمة الراحلة ريم فصلها والمصاحف ماتزال على الطاولات، حيث كانت تدرس سورة مريم في الحصة الأخيرة، ودونت اسم السورة على لوحة السبورة في مقدمة الصف. لحظات الحزن لم تخل منها كل قسمات المدرسة، وقد كانت خالية من صراخ الطالبات وصخبهن، فيما غصت قاعاتها بعباءاتهن وحقائبهن، والتي تخلفت من لحظات هروب الطالبات واللاتي رفضن العودة إليها خوفا من النار. عدسة «عكاظ» بدأت جولتها من الموقع الذي بدأ منه الحريق، وكان من بدروم المدرسة، والذي خصص ليكون موقعا للأنشطة اللاصفية من تدبير منزلي ومسرح ومعمل للفنية والحاسب الآلي والصالة الرياضية، وخصص للبدروم خمسة مخارج منها مخرجين رئيسة وثلاثة للطوارئ، وتم توثيقها بالصورمع ضباط التحقيق، الذين رافقونا في جولتنا وهم يوضحون موقع امتداد النيران وموقع إطفائها، والذي لم يخرج عن أمتار بسيطة، ولكن خلف كميات كبيرة من الكربون والخوف والهلع. الدور الأرضي للمبنى كان مخصصا للطلاب والطالبات من المرحلتين التمهيدية والروضة، وكان الدور الأول للمرحلة الابتدائية، فيما الدورالثاني خصص ليكون لطالبات المرحلة المتوسطة وهن الأكثر تضررا وإصابة بعد أن عمدت بعضهن إلى إلقاء أنفسهن من ذلك الارتفاع هربا من ما حمله الحريق من كربون ودخان قاتل. لحظات الوقوف لم تنس ذلك الموقع المخيف الذي ألقت المعلمة ريم النهاري نفسها منه، وكان يقع في الدور الثالث وهو معمل جهز بالكتب والطاولات، تحطم زجاجه، فيما ظهرت آثار الأقدام للمعلمات والطالبات ممن ألقين بانفسهن أو تم إنقاذهن عن طريق السلالم، ورصدت «عكاظ» عشرات العباءات الملقاة في ذات الغرفة. مراحل الجولة طافت بعدة فصول ورصدت العدسة صورالطالبات على الأدراج والمكاتب، وقد تركتها الطالبات خلفهن لتكون شاهدا على ما خلفته من حزن. وكانت نهاية الجولة من نصيب الوقوف في فناء المدرسة، والتي كانت مسرحا للأحداث و موقعا لفرق الإنقاذ وأرضية لأجساد المعلمات والطالبات، قبل أن تتحول خلال ساعات لتكون مسرحا للتحقيق وموقعا للفحص، وتواجدت بعض المعلمات والمشرفات للتحقيق معهن فيما حصل، وغصت المساحات بضباط ولجان التحقيق الذين لم يخل عملهم من الإنسانية والتعايش مع الحالة التي تمر بها المعلمات والمشرفات.