قرارات إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني هي قرارات متفردة فيما تراه من غير أن تتطابق قراراتها مع النظام العام للبلد، وكأنها منظومة مستقلة بذاتها وميزانيتها وكوادرها بما يعطيها الحق في فصل هذا ونقل ذاك. وكثيرة هي الملاحظات على هذا الصرح التعليمي الذي وجد من أجل إنجاز مهام ثقال، إلا أن ما يعتريه من قصور يجعل الأحلام المعلقة على تلك المؤسسة التقنية تتهاوى وتستبدل بالدعوات أن تواصل سيرها حتى ولو بالبركة أو دعوة الوالدين. وليست هنا القضية.. فقضية اليوم التي أحملها تتمثل في إصدار قرار يتعارض مع نظام البلد، فكل الأنظمة الدولية أو المحلية لا تجرؤ على إيقاف راتب موظف قبل أن تلجأ إلى السبل القانونية التي بموجبها يصدر قرار يعطى نسخة منه للموظف المعاقب. فما بالكم إيقاف راتب 54 موظفا ومن منطقة واحدة وبقرار تعسفي يستهدف حمل الناس على تنفيذ ما يكرهون بدواعي حاجة العمل، في حين أن المؤسسة لم تقم بواجبها القانوني تجاه هؤلاء الموظفين. والقصة أن المؤسسة العامة للتدريب التقني قامت بإيقاف رواتب 54 متدربا في منطقة القصيم كوسيلة ضغط وإرغام هؤلاء المدربين للموافقة على العمل في خميس مشيط بعد إغلاق معهد التدريب العسكري في القصيم من غير مرعاة لأي ظرف إنساني أو صحي أو اجتماعي لهؤلاء المدربين ولو جعلنا قلوبنا من حجر وقلنا العمل ليس به كل هذه الخزعبلات، لو قلنا هذا ونظرنا إلى القرار فسنجد عدة ثغرات قانونية تلزم المؤسسة باحترام النظام كأقل تقدير قبل أن تحترم موظفيها. وأول تلك الثغرات أن من قام بإغلاق معهد التدريب العسكري هي المؤسسة نفسها وهذا يقتضي تخيير المدربين بين عدة خيارات ليختاروا ما يلائمهم.. كما أن النظام ينص على إعطاء الموظف تنبيها أو إخطارا مكتوبا يعلم الموظف بما تعتزمه منشآته القيام به حين تواجهها أو تحدثت حالة طارئة وهذا ما لم يحدث، كما أن إغلاق معهد التدريب في القصيم لا يعني ترحيل كل المدربين هناك إلى منطقة واحدة من غير المفاضلة مع كل كوادر المؤسسة.. وإيقاف الراتب أضر بأولئك المدربين وأدى إلى ارتجاج في ميزانية كل مدرب والذي يعول أسرة لها احتياجاتها اليومية، فكيف تقوم المؤسسة بإيقاف الراتب وبجرة قلم.. وهو الأمر الذي يجيز لهؤلاء المدربين رفع قضية إيذاء على المؤسسة وهذا يخلق عدم الثقة بين الطرفين ويحول العلاقة إلى ظالم ومتظلم. فهل يعرف المسؤولون بالمؤسسة العامة للتدريب التقني عن قضية 54 متدربا؟ وإن عرفوا، هل سكتوا على مثل هذا التعسف؟ وإن لم يسكتوا، هل علموا أنهم اخترقوا النظام؟ يعني قضية (مخيطة بصميل) كما يقول أهلنا في تهامة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة