يبدأ مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة المدينةالمنورة ورئيس المجلس البلدي الدكتور صلاح بن سليمان الردادي يومه منذ الصباح الباكر وتحديداً بعد صلاة الفجر مباشرة، بتوزيع أنشطته ما بين عملية التطوير الذاتي وأداء العمل الحكومي، فضلا عن قيادته للمجلس البلدي ومشاركته في مجلس المنطقة وعدد من اللجان، إدراكاً منه بأن الإنجاز والرقي والنجاح تمر عبر بوابة التطوير الذاتية. وبعد أداء صلاة الفجر، يحرص الدكتور الردادي على متابعة بعض المواقع الإخبارية والصحافية ومنها صفحة المجلس البلدي على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» والرد على استفسارات المواطنين والمواطنات في المدينة الذين يبثون همومهم وشكواهم عبر الصفحة، كما يعقب على ما يجده من ردود، لاعتقاده الراسخ بأن شبكات التواصل الاجتماعي عبر الشبكات الاجتماعية والوسائل الإعلامية الجديدة فرضت نفسها على الواقع وبدأت في رسم الصورة الحقيقية أمام المسؤول، ومن هنا يأتي اهتمامه بهذا الشأن ويتابع بشكل يومي كل ما هو جديد على صفحات هذه المواقع، وأيضاً يتصفح بعض الكتب والمؤلفات في الإدارة الحديثة للاطلاع على آخر ما توصلت إليه النظريات في علم الإدارة الحديثة عموماً، خصوصاً أن عمليه المزج بين الإدارة والإعلام تتطلب قدرا من الاحترافية والدقة المتناهية، على حد قوله، عقبها يتوجه إلى مكتبه في فرع وزارة الثقافة والإعلام في المنطقة لمباشرة مهمات عمله اليومي . «عكاظ» قضت يوماً مع الدكتور صلاح بن سليمان الردادي، الذي يبدأ عمله في الثامنة صباحاً ويستمر حتى الثالثة ظهراً في إنجاز معاملات المواطنين بشكل يومي. فرع الوزارة بمجرد مباشرته المكتب، طلب الدكتور الردادي من مدير مكتبه، إفادة مسؤول أحد الأقسام في الإدارة عن تأخر إنجاز إحدى المعاملات لمدة ثلاثة أيام، فاستغربت الطلب، إلا أنه بدد حيرتي بالقول: «أسعى منذ تسلمي إدارة الفرع إلى إنجاز المعاملات، وأمنح العاملين مدة ثلاثة أيام لإنجاز المعاملة وفي حالة تجاوز المعاملة المدة المحددة يطلب الإفادة من القسم المختص، وهذا الأسلوب يسهم في إنجاز المعاملات وعدم فقدانها وضياعها». مكتب بلا أوراق الملاحظة الأولى، لكل من يقصد مكتب مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة المدينةالمنورة، خلوه من الورق، وبما لا ينسجم مع الصورة المرسومة في أذهان الجميع عن تكدس المعاملات فوق المكتب وخاصة المديرين ويعد شيئا مفروغا منه، أما في حالة الدكتور الردادي فالأمر لا يخلو من الغرابة، ولكن سرعان ما أرجع الأمر إلى استغناء الفرع عن المعاملات الورقية والتحول إلى الإلكترونية بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة، ويضيف: تخلصنا من أكثر من 95 في المائة من المعاملات الورقية، فبعد أن كانت المعاملات المنجزة في الفرع 856 معاملة ورقية في الشهر، سجلنا في شهر شوال الماضي 28 معاملة ورقية فقط». وزاد «النظام الإلكتروني طبق في شهر رمضان الماضي، والمعاملات الورقية مصدرها بعض الفروع التي لم يشملها الربط حتى الآن، وسيتم القضاء نهائياً على التعاملات الورقية خلال الأشهر القليلة المقبلة». وبالإضافة إلى إشرافه على الإعلام الداخلي ومراقبة الأنشطة الإعلامية في المنطقة وإصدار تصاريح الكتب وتغطية المناسبات سواء عبر وكالة الأنباء السعودية أو الإذاعة، يضطلع الدكتور الردادي بمهمة مراقبة وفود الحج الإعلامية، التي يصل عددها أحياناً إلى نحو 200 إعلامي وصحافي وقناة تلفزيونية وإذاعية في تغطية مناسك الحج، إضافة إلى إشرافه على المهمات الإدارية والمالية للفرع، علاوة على إشرافه على المكتبات بعد انضمامها لوزارة الثقافة والإعلام. المجلس البلدي وباعتباره رئيساً للمجلس البلدي في المدينةالمنورة، حدد الدكتور الردادي ساعة واحدة يومياً، لمناقشة معاملات المجلس البلدي ومتابعتها، كما يعقد اجتماعاً لكافة الأعضاء بمعدل مرتين في الشهر، إلى جانب تواصله المستمر مع مكتب العلاقات العامة والإعلام الذي يتابع كل ما يكتب في الصحف عن المجلس والرد عليها، كما يستقبل المواطنين في مقر المجلس البلدي بمواعيد مسبقة. البرنامج اليومي يغادر الدكتور الردادي مكتبه في الثالثة عصراً بعد نهاية الدوام مباشرة، وبعد تناوله وجبة الغداء وأداء صلاة العصر يخلد للنوم إلى قبيل المغرب، وبعد صلاة المغرب وحتى العشاء يزور والدته بشكل يومي، ويخصص ما تبقى من وقت لأبنائه وتناول طعام العشاء ومناقشتهم حول أمورهم اليومية، حيث يدرس أبناؤه في المرحلة الجامعية وبعضهم قد تخرج في الجامعة. ويجيد الردادي السباحة، ويؤكد حبه لهذه الرياضة بالقول: «كانت لها مكانة كبيرة في حياتي وأجيدها إجادة تامة، لكن بسبب المشاغل اليومية والضغط المستمر لا أجد الوقت الكافي، وعوضاً عن ذلك أمارس رياضة المشي باعتبارها من الهويات الممتعة والمفيدة». ويضيف: «أمارس هواية المشي أمام منزلي وفي الأرض المخصصة لمشروع لبناء حديقة عامة، ولم ير النور حتى الآن»، ويتابع مازحاً: «سكان الحي يتندرون من كوني رئيساً للمجلس البلدي ولا أوصي ببناء الحديقة وتشجير الأرض حولها»، وخلص إلى القول: «التنمية والإصلاح حق لكافة مناطق المدينة وليست لرئيس المجلس البلدي لوحده».