الصغيرات من طالبات المدارس الابتدائية الحكومية واجهن في أول يوم دراسي بعد إجازة عيد الأضحى موقفا صعبا، منهكا، محرجا، ولغالبيتهن كان مخيفا، فقد غابت حافلة النقل التابعة لشركة (غير أمينة) ولم يجدن الطالبات من يعيدهن إلى منازلهن، وكالعادة فإن المعلمات والإداريات السعوديات يتحملن عبء أخطاء التعليم وفشل تعاقداته، فقد تولين الاتصال بأهالي كل تلك المئات من الطالبات لإشعارهم بضرورة الحضور واستلام بناتهم وتحمل نقل يوم أو يومين وربما أسبوع نيابة عن الشركة الأمينة (لا أحد يدري متى تستأنف الشركة تنفيذ واجباتها التعاقدية وكم سيطول غياب الحافلة؟!). على الجانب الآخر حدث إرباك كبير لدى الأهالي، فالآباء في مواقع أعمالهم يستأنفون عطاءهم والإخوة في الجامعات ومعظم الأسر التي تستفيد من حافلة النقل المدرسي ليس لديها سائق (أسر فقيرة) أو لديها سائق ولا تقبل أن يحضر السائق طفلة صغيرة بمفردها (أسر محافظة ومتجاوبة مع التحذيرات من استغلال الأطفال)، فتوالت الاتصالات (والمستفيد شركات الاتصالات طبعا) وبين استئذان موظف وموافقة مدير ورفض آخر وحدوث مشادات كلامية بين الموظف والمدير وترك بعض طلاب الجامعات لقاعات الدراسة وذهاب الأم مع السائق تمكنت الأسر من تحمل حصتها من عبء أخطاء التعليم وفشل تعاقداته. الطالبات الصغيرات عدن أخيرا إلى المنزل متأخرات خائفات مستغربات وبعضهن باكيات ووجوههن محمرات، قالت إحداهن لأبيها: (سواق الباص مريض) قال: (بل مرض الضمير)، وقالت أخرى لأبيها: (يقولون البنات سواق الباص مات) قال: (بل مات الرقيب)، قالت الثالثة: (تقول المديرة سواق الباص حاج) قال: (السواق لم يحج بل حج الباص!!). أما أنا فأقول لكم: مرض الضمير ومات الرقيب وحج الباص فقصر التعليم شعره وعاد لنا بعد الحج وهو (حالق صفر) فقلنا له حج مقبول وذنب مغفور وتجارة لن تبور. www.alehaidib.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة