الدكتورة دلال الحربي أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأميرة نورة، هي الأولى حسب ما أظن التي أولت اهتماما خاصا بالتاريخ للنساء في المملكة، حيث أصدرت عام 1998م مؤلفها الأول في تاريخ النساء في المملكة بعنوان «نساء شهيرات في نجد»، ثم أعقبته عام 1999م بدراسة تاريخية عن «إسهام المرأة في وقف الكتب في منطقة نجد»، وهي دراسة ذات قيمة بالغة تلقي الضوء على دور المرأة في نشر العلم في المملكة قبل أن تنتشر المدارس وتعم المكتبات، حيث اتجهت آنذاك بعض النساء ممن كانت بحوزتهن كتب ذات قيمة علمية إلى وقف ما يقتنينه منها إسهاما منهن في نشر المعرفة وتيسير الوصول إليها لأكبر عدد ممكن من طلبة العلم، مدركات أن بقاء الكتب محتكرة في ملكية فرد واحد يحد من الانتفاع بها. وخلال هذا العام صدر لها كتاب آخر عن تاريخ المرأة من منشورات دارة الملك عبدالعزيز بعنوان «المرأة في نجد: وضعها ودورها 1200– 1351ه» والكتاب وصفي في مضمونه، يصف طبيعة حياة المرأة في نجد قبل أكثر من مائتي عام، واشتمل على أربعة فصول، فصلان منها في وصف عمل المرأة ونوع مشاركتها في خدمة المجتمع. ومن الملامح الملفتة للنظر في عمل المرأة آنذاك، أن النساء كن يشاركن أزواجهن في معظم أعمالهم خارج المنزل لتشارك في الحرث والسقي والحصاد، وتقف إلى جواره تعينه على تقطيع الخشب إن كان نجارا، وتعمل في نفخ الكير وصقل الأواني متى كان يعمل في الحدادة، وتهيئ له الجلود إن كان إسكافيا، كانت المرأة موجودة إلى جانب الرجل في كل مجالات العمل المعروفة. كذلك مارست النساء التجارة بحرية كبيرة، فبعضهن كن يبعن الحطب ويتجولن على ظهور الإبل ينتقلن من قرية لأخرى، وبعضهن كن يحمن بضاعتهن على رؤوسهن ويتنقلن بها بين بيوت الموسرين لبيعها، كما كانت توجد مواقع في الأسواق مخصصة للبائعات يعرضن فيها بضائعهن. وهناك مهن أخرى مارستها النساء غير هذه، فقد عملت النساء في مجال التطبيب واشتهرن في مجال خلع الأضراس ومعالجة العيون وتجبير الكسور، وكن يعالجن النساء والرجال، وقد وثق الكتاب لأسماء سيدات اشتهرن في ممارسة هذه المهنة مثل رويضة وأم عبيد وسلمى العبودي، وغيرهن. كما عملت النساء في التعليم، وكن أحيانا يعلمن الرجال وليس النساء فقط، مثل فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي كانت تعلم النساء والرجال، وكانت حين تجلس لتعليم الرجال تجعل بينها وبينهم سترا. ومثلها مطيرة الرماحا التي جعلت مدرستها في الرس لتعليم الجنسين، يوما للبنين ويوما للبنات. إني أحيي الدكتورة دلال الحربي على هذه الخطوة الرائدة في مجال التاريخ للنساء في المملكة، وأتمنى لها التوفيق في سيرها هذا، كما أتمنى أن تتسع أبحاثها ودراساتها لتشمل المرأة في المملكة كلها في الحجاز وعسير وغيره، وأن لا تقصر جهدها على التاريخ للمرأة النجدية وحدها. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلىa 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة