أسوأ ما يحدث لقناة ما يصرف عليها مئات الملايين أن يكون صاحب القرار، أو واضع استراتيجية القناة عسكريا عاش طوال حياته في السلك العسكر، وكل ثقافته الإعلامية أنه مشاهد لا أكثر ولا أقل. هذا ما أردده كل مرة أتابع القناة «السورية» بعد صلاة الجمعة، إذ توظف كل إمكاناتها للرد على قناتي «العربية» و«الجزيرة» أو ما يسميها المذيع وأستاذة الحقوق بجامعة كنده شموط والمحلل السياسي «حنا» وكل مواطن تستضيفه القناة ب«قنوات الفتنة». فمنذ أن بدأت الأزمة الداخلية في سوريا وكل جمعة توظف هذه القناة قدراتها لتكذيب القنوات، وتبجيل نظام البعث السوري، وبطريقة ممجوجة، يخيل لي أنها تثير حنق حتى عقلاء البعث. فلا هي تقدم معارضة بشكل مدروس يبدو في ظاهر رأيها معارضا، لكنه في باطنه مع بقاء النظام، ولا هي تقدم أسماء الجنود الذين تقول إن الإرهابيين قتلوهم، فتقدم أرقاما، لاعتقادها أنها ترد عن القنوات التي تقدم أرقاما على موت عدد من المتظاهرين، مع أن المشاهد يقبل أرقام المتظاهرين بيد أنه لن يفهم لماذا لا تخبر هذه القناة من هم الجنود الذين ماتوا، طالما الجيش يعرفهم. إن لعبة الإعلام لا تحتمل أن يقودها ضباط جيش، فهو ينطلق من فكرة «نفذ ثم اعترض» أي لا يحق لك أن تعارض أوامر من هو أعلى رتبة وإلا ستصبح عرضة للمحاكمة العسكرية التي ترى أن مثل هذا الاعتراض خيانة، كذلك هو ينطلق من فكرة الولاء المطلق وبالتالي لا مكان حتى للمعارضة المزيفة. صحيح أنه لا يوجد إعلام مستقل في العالم كله، فهو إما تابع للحكومات أو تابع لصاحب رأس المال الذي يموله، لكن من يقوده بعض الإعلاميين المحترفين والقادرين على إقناع البعض أو الغالبية بوجهة نظرها، بيد أن العسكري حين يقود قناة بالطريقة التي تقاد فيها القناة السورية لن يقنع أحدا، حتى هو لأنه يعرف أنه يكذب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة