يقبع جبل محجة الأثري (غربي حائل) في خانة النسيان والإهمال، كونه لم يجد الاهتمام الكافي من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار وبلدية الشملي، التي لم تعمل على تأهيل المنطقة تنمويا ما جعلها غائبة عن المشهد السياحي، رغم أن الجبل يضم العديد من النقوش الأثرية الموغلة في القدم التي تجسد بعض الحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة في ما مضى. وفيما نقش المستشرق تشارلز هوبر اسمه على جبل محجة باللغة الإنجليزية، لا يعلم العديد من أهالي حائل عن وجود الجبل الأثري، لعدم تعريفهم به من قبل الجهات المختصة التي يجب عليها تأهيل المنطقة وتعريف السياح والزوار بمعالم الجبل الأثرية. يقول عبدالله علي «محجة جبل فريد من نوعه وغريب في شكله ومشهور بتأريخه القديم، وهو عبارة عن جبل من الحجر الرملي تزينه النقوش القديمة جدا للحيوانات كالجمال والخيول وطائر النعام الذي ثبت وجوده في المنطقة في تلك الحقبة من الزمن». وأضاف ساهمت عوامل التعرية في نحت الجبل بشكل غريب وجميل، فجزء منه يشبه في شكله (الشداد) الذي يوضع على ظهر الإبل، كما تشكلت فيه العديد من الأشكال الهندسية الجميلة، كأنها من صنع الإنسان فهو ينقسم إلى خمس مجموعات وأهمهما جبلان متجاوران بينهما مساحة دائرية يقدر قطرها ب 15 مترا، فالجبل الشمالي مخروق بفتحة في وسطه كبيرة يقدر ارتفاعها بعشرة أمتار تقريبا بينما طولها 15 مترا وهناك فتحة أخرى في الجزء العلوي الشرقي منه أما الجبل الجنوبي فهو على شكل قبة مفتوحة من الداخل بتجويف دائري. وانتقد غازي الخلف عدم اهتمام بلدية الشملي والهيئة العامة للسياحة والآثار، بجبل محجة الأثري، خاصة في ما يتعلق بتأهيله سياحيا؛ كون العديد من السياح تجذبهم وتستهويهم النقوش الأثرية، مشيرا إلى أن تأهيل جبل محجة سيساهم في زيادة عوامل الجذب السياحي للمنطقة. وأشار إلى أن العديد من أهالي المنطقة لا يعلمون عن وجود هذا الجبل الأثري، ومن المفترض على بلدية الشملي تعريف الزوار والمتنزهين بهذه المنطقة الجميلة. عبد الله القفرود يقول «سمعت الكثير عن جبل محجة، وشاهدت العديد من الصور الجميلة للمنطقة، فعزمت مع مجموعة من أصدقائي على التوجه إلى الجبل لرؤية النقوش الأثرية التي تزين جوانبه، لكننا فوجئنا أن الطريق الموصل إلى الجبل غير مسفلت ووعر جدا ولا تستطيع عبوره إلا سيارات الدفع الرباعي، ويجب على بلدية الشملي العمل بشكل عاجل على تنفيذ مشروع لسفلتة الطريق الموصل إلى الجبل وتأهيل المنطقة المجاورة له من خلال إنشاء الجلسات المظللة وتوفير مواقف للسيارات وإنشاء مواقع الخدمات العامة». وأضاف: استطعت الوصول إلى الجبل بعد معاناة طويلة مع الطريق الوعر، لكن المناظر الطبيعية الرائعة التي استمتعت بها أنستني تلك المعاناة، مطالبا بلدية الشملي والهيئة العامة للسياحة والآثار بالعمل على تأهيل الجبل سياحيا لجذب السياح والزوار من داخل وخارج المنطقة والعمل على تنفيذ المشاريع التنموية في منطقة الجبل لدعمه سياحيا. وطالب سعيد صالح بلدية الشملي والهيئه العامة للسياحة والآثار، بالاعتناء بجبل محجة والترويج له وتنفيذ مشاريع لسفلتة الطرقات الموصلة إليه لتسهيل الوصول إلى المنطقة كون طريقها وعرا جدا وغير معبد، مشيرا إلى أن الجبال المجاورة لمحجة تعتبر منطقه سياحية طبيعية بحد ذاتها، الأمر الذي يستوجب افتتاح مكتب للسياحة والآثار في الشملي لما تضمه من مواقع أثرية طبيعية مثل جبل محجة وبحيرة أدمى يجب الاعتناء بها وتعريف السياح عليها. من جانبه، أوضح رئيس بلدية الشملي المهندس مشعل البشير، أن جبل محجة يعتبر خارج النطاق العمراني للشملي وتنفيذ مشروع لسفلتة الطريق الموصل له ليس من اختصاص البلدية، ولكن سيكون هناك تنسيق مع أكثر من جهة لتاهيل المواقع السياحية في المنطقة قريبا. وعلمت «عكاظ» من مصادرها عن عقد اجتماع بين رئيس جهاز السياحة والآثار في منطقة حائل المهندس مبارك السلامة ورئيس بلدية الشملي المهندس مشعل البشير وبحضور مهندس التخطيط على هامش مهرجان الصحراء الدولي الذي اختتم أخيرا في الشملي وتم الاتفاق على تهيئة موقع محجة ليكون من ضمن المواقع السياحية في الشملي.