الموت حق وهذه سنة الله في خلقه حيث أن هذه الحياة فانية والآخرة باقية ولكن الفراق صعب. سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم عندما مات بين يديه أبناؤه وبناته كان يردد ويقول العين تدمع والقلب يحزن وإنا على فراقك لمحزونون، فموت شخصية عظيمة كسلطان بن عبد العزيز صعب فراقها، فسلطان لم يكن شخصيه عادية بل كان شخصية عالمية له أياد بيضاء في كل أنحاء العالم كان مدرسة بل جامعة في الفكر والثقافة والأدب، وكان ينبوعا للكرم والجود، له لمسات حانية وعطف ورحمة على كثيرين في المملكة والعالم العربي والإسلامي بل في العالم كله، ذوعطف وشفقة على الأرامل والأيتام والعجزة. كان الأمير سلطان يرحمه الله، نبع خير على الإنسانية جمعاء، على أيتام القدس الشريف، وشهداء القدس، أفغانستان، وباكستان، بل دخلت مساعداته كل بيت لأنه غرس في نفسه وقلبه بل نذر نفسه لتقديم المساعدة والعون لكل محتاج ولكل بائس وفقير، هذا من ناحية مواقفه العظيمة وكرمه وجوده على عموم المحتاجين، أما مواقفه الكريمة في خدمة هذا البلد المملكة، فمنذ نعومة أظفاره، ومنذ أن كان يافعا شارك والده مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبد العزيز يرحمه الله مع إخوانه وأشقائه في بذل الروح والجهد والوقت في تنمية بلادنا العزيزة، لست أنا الذي استطيع أن أحصر ما قام به هذا الأمير الكريم من عمل وجهد، ولست أنا من يستطيع حصر كل ما بذله من تضحيات لخدمة الإسلام والمسلمين. العالم كله شهد بذلك من أقصاه إلى أقصاه، كل عمل خير وكل عمل بر وكل عمل إحسان وكل إغاثة شعوب ملهوفة ومنكوبة، كل إغاثة لأرامل ومساكين ومحتاجين كان لسلطان مشاركة ومساهمة ويد عون فيها. وسلطان بن عبد العزيز كرجل سياسة، شارك منذ أكثر من خمسين سنة في إلقاء كلمة المملكة في هيئة الأممالمتحدة، وكونه وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام، كان يرحمه الله العضد للملك عبد الله، كما أنه أسس وزارة الدفاع والطيران تأسيسا حديثا مبنيا على الدفاع عن المقدسات الإسلامية. لست هنا في حصر إنجازات الأمير سلطان يرحمه الله، وقد ذكرها الكثيرون وشهدوا بها، إنما أردت من كلمتي هذه أن أشارك الآلاف من الذين تحدثوا وكتبوا عن سلطان الخير، وعزاؤنا في سلطان الخير ليس فقط للأسرة المالكة الكريمة ولأبنائه، إنما لكل طفل يتيم وكل أرملة وفقير ومسكين. طاهر محمد عبدالله عراقي