تطاول شبيحة في دمشق أمس واقتحموا سفارة خادم الحرمين الشريفين في قلب العاصمة السورية، احتجاجا على قرار الجامعة العربية الذي قضى بتعليق مشاركة سورية في الجامعة. ورشق العابثون مقر السفارة بالحجارة وكسروا النوافذ وعبثوا بمحتوياتها، في اعتداء وصف بأنه «همجي وسافر». واستنكرت المملكة بشدة الحادث وحملت السلطات السورية “المسؤولية عن أمن وحماية كافة المصالح السعودية ومنسوبيها في سورية بموجب الاتفاقات والمعاهدات الدولية”. وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في بيان صدر في الساعات الأولى من فجر اليوم أن القوات السورية لم تنفذ الإجراءات الكفيلة لمنع المتجمهرين من الاعتداء والعبث بمحتويات السفارة بعد رشقها بالحجارة واقتحامها، والبقاء لفترة إلى أن تدخلت قوات الأمن السورية وأخرجتهم. وأوضحت ل «عكاظ» مصادر دبلوماسية أن جميع الدبلوماسيين السعوديين في دمشق في وضع مطمئن ولم يصابوا بأذى. وأكدت المصادر أن السفارة اتخذت الإجراءات الأمنية للحفاظ على سلامة أفراد السفارة والرعايا والطالبات والطلاب السعوديين كافة. وتقع السفارة السعودية في قلب العاصمة دمشق، وتحديدا في شارع أبو رمانة أحد الأحياء الراقية على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات من الآمرية الجوية السورية، وبالقرب من شقيقتها سفارة الإمارات العربية المتحدة. وتبدو سفارة خادم الحرمين الشريفين بارزة المعالم، من خلال أشجار النخيل في ساحة مبنى السفارة، وبوابتها المميزة، إذ رسم عليها شعار المملكة، فيما يقع الملحق الثقافي للمملكة في الجهة المقابلة من السفارة. ويشهد محيط السفارة حركة بشرية حيوية في معظم الأوقات، نظرا لقربها مما يعرفه السوريون بساحة المطاعم في أبو رمانة التي تكتظ بالدمشقيين خصوصا، والسوريين على وجه العموم؛ وهي ساحة اعتاد الدبلوماسيون على ارتيادها. كما تنتشر في محيط السفارة مبانٍ مدنية لا يتجاوز فيها المبنى خمسة أدوار. أما القنصلية، فاتخذت من منطقة المزة مباني شرقية مكانا لها، في منطقة القنصليات، قرب القنصلية الأردنية. ( مشاهدة نسخة ال PDF )