بثت قنوات فضائية في بلاد شتى برامج حوارية منذ أيام تتضمن رصد آراء مراقبين كثر من خارج هذه البلاد حول أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بتعيين الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد. أخي القارئ إنها لم تتفاجأ تلك القنوات بزخم ثناء على الأمير نايف من قبل مراقبين ومتصلين لما يقوم به من جهود في حفظ الأمن، لكن تعجب تلك المؤسسات الإعلامية كان يكمن في وجود روابط ووشائج وأواصر تسوق قلوب العامة وطلبة العلم والمثقفين كافة في الديار السعودية نحو الأمير نايف. وحق للمشاهد من خارج بلادنا أن يتساءل عن بواعث تلك الوشائج هل حقيقتها متمثلة في أن الأمير نايف صانع النجاحات في حفظ الأمن وصيانة منهاج الدولة السني الوسطي. إن واقع الحال يدل على أن هذا رافد من روافد إقبال القلوب على سموه، ثم لآخر أن يتساءل فيقول هل ثقافة سموه الإسلامية وثراؤه الفكري سر استهوائه قلوب كل المثقفين والدعاة وطلبة العلم والمشتغلين بالشؤون الفكرية حتى إن سموه إذا تحدث في قضية أجاد وأفاد. ولو أن المتسائلين أمعنوا النظر لأدركوا أن الحقيقة تتمثل في أن سموه ثمرة من ثمرات المنهاج الإسلامي الوسطي. إن الأمة السعودية ترى في الأمير حصنا منيعا يتحصن به كل منتسب للدعوة الإسلامية بل وكل منتسب لخدمة قضاياها الدعوية والفكرية في الديار السعودية وخارجها. وسرني كثيرا أن الأمير يمكنه أن يقنع الدعاة والمفكرين برؤية ما في خدمة صالح الدعوة وصالح الفكر وصالح الوطن دون أن يتجشم سموه قرارات إدارية وخطبا، فهو حين يتحدث عن قضية شرعية تراه وكأنه طالب علم لازم حلق العلم في المساجد زمنا طويلا وثنى ركبتيه عند علماء الشريعة وتراه حينما يناقش قضية من قضايا الفكر وكأنك تنصت لمفكر رسخ قلمه ولسانه في سبر وتحليل وتنضير الرؤية الفكرية حول محور ثقافي ما. إن موروثه الثقافي الإسلامي وما اكتسبه من معارف بطول قراءة ولزوم العلماء وأهل العلم ومجالسة المثقفين ومدارسة المتنورين بضياء الفكر الإسلامي الوسطي منح سموه مقومات الداعية ورسوخ المفكر الحكيم والسياسي المحنك. هذا هو نايف بن عبد العزيز أمة من العطاء لدينه ووطنه. فلماذا يعاديه قلة من المنتسبين للفكر والدعوة خارج هذه البلاد ومنهم من يشن حملات تشويه لصورته المشرقة. ويبقى نايف بن عبد العزيز في قلوب كثير من المسلمين في ديار شتى داعية خير وسيفا من سيوف الحق وخادما لدينه ومخلصا لأمته ووطنه. ولا يزداد محبوه في كل بلد مسلم مع مرور الليالي إلا ثباتا في الوفاء له ومناصرته والدعاء له بكرة وعشيا بأن يجمع الله لسموه العفو والعافية وطول العمر وحسن العمل والثبات على طريق الرشاد. * المشرف العام على الدعوة والإرشاد في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المدينة وخطيب جامع الخندق [email protected]