لم يكد محمد ينهي حجه حتى غادر مكةالمكرمة مسرعا إلى مدينته الطائف دون أن يطوف طواف الوداع ظنا منه أنه يمكن تأجيل طواف الوداع لوقت آخر. صالح ثواب هو الآخر تعجل بالنزول من منى مغادرا مكةالمكرمة إلى الرياض، مفضلا أن يؤجل طواف الوداع لنهاية شهر ذي الحجة نظرا لانشغاله من ناحية وازدحام الطواف في المسجد الحرام. حالة محمد وصالح تتكرر كثيرا مع حجاج من المدن القريبة من مكةالمكرمةكالطائفوجدة وينبع والقنفذة، خصوصا والمدن البعيدة عموما، إذ يفضلون الرجوع إلى منازلهم في مدنهم دون أن يطوفوا طواف الوداع ظنا منهم أنه يجوز التأجيل، ويبقى السؤال معلقا هل يجوز بقاؤهم دون طواف لأيام أو أشهر بعد مغادرتهم المشاعر المقدسة. يعلق على المسألة عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي، بقوله «من خرج من مكة دون أن يطوف طواف الوداع فقد ترك واجبا من واجبات الحج ولا يجزئ عودته إلى مكةالمكرمة للطواف لأنه وقع في المحظور». وأضاف الحكمي «من ذهب دون أن يطوف طواف الوداع فعليه دم ولو عاد إلى مكة فلن يفيده ذلك شيئا، لأن طواف الوداع ارتبط بوقت محدد وهو قبيل خروجه من مكةالمكرمة بعد أداء الحج، فإن خرج ذهب الوقت ووجبت عليه الفدية». وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن الحاج يجب أن يكون آخر عهده بالبيت الحرام طواف الوداع، ومن لم يطف وجب عليه ذبح الفدية في مكةالمكرمة سواء ذبح بنفسه أو وكل أحدا آخر وتوزع هذه الفدية على فقراء ومساكين الحرم. ولفت الدكتور الحكمي إلى أن طواف الوداع في العمرة لا شيء عليه، ولكن إذا خرج من الحج دون الطواف فعليه الدم، وطالب الحكمي الحجاج بالتأكد من الحكم الشرعي قبل الإقدام على أي فعل يوقعهم في المحظور.