دأب الحاج عبدول، وهو أمير لفوج حجاج إندونيسي، في كل مرة يأتي فيها إلى الحج، الذهاب إلى حلقة الأغنام برفقة بعض الحجاج لذبح مجموعة من الأغنام؛ ظنا منهم أنها تعتبر قربانا لله يجب عليهم أن يؤدوه على الأراضي المقدسة. وعند وصولهم المسلخ فإن أول من يتلقفهم هناك مجموعة من الجزارين والسماسرة، الذين اعتادوا على دفع ثلث مبلغ ما يريدون ذبحه مقابل ثلثين يقوم بدفعهما الحاج الإندونيسي عن كل فوجه، وبعد ذبح الخراف، التي قد تصل إلى مائتين، ينصرف عبدول ورفاقه عائدين إلى مقر سكنهم؛ ظنا منهم أن الجزار سيوصل الذبائح للفقراء والمحتاجين في مكةالمكرمة، بعد أن أدوا ما عليهم من قربان، ويذهب الجزارون والسماسرة لبيع هذه الأغنام في طريقة خديعة للحجاج، ما دعا مدير إدارة المسالخ في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور سعود الحتيرشي إلى الشكوى من قيام الحجاج الإندونيسيين بهذه التصرفات؛ بسبب بعض المعتقدات الدينية والمذهبية. مشيرا إلى أنهم يصرون على هذه الأفعال في حج كل عام من بداية شهر ذي القعدة حتى أواخر شهر محرم؛ اعتقادا منهم أن ذبح الأغنام يعتبر قربانا لله. ولفت الحتيرشي إلى أن الجزارين لا «يتقيدون» بالتعليمات، ويتركون هذه الذبائح على الأرض نتيجة للعدد الضخم، الذي يقومون بذبحه، والذي يصل يوميا إلى ثلاثة آلاف رأس من الغنم. وطالب الحتيرشي بضرورة التنسيق مع رؤساء البعثات؛ لإيجاد آلية يمكن من خلالها توفير المواشي للحجاج عن طريق متعهد يتم الاتفاق معه لجلبها إلى أي مسلخ معتمد «حتى لا يتم اللجوء للسماسرة»، ويتم في المسلخ ذبح المواشي بحضور الحجاج ليروا عملية الذبح، ويخيروا بين أخذ المذبوحات أو تركها، ليتولى مندوب الجمعية الخيرية مباشرة توزيعها لفقراء ومساكين الحرم. نص شرعي من جانبه، علق عضو هيئة كبار العلماء عضو مجلس القضاء الأعلى، الدكتور علي عباس الحكمي، على قضية تصرفات الحجاج الإندونيسيين بقوله «هذا الفعل لم يرد به نص شرعي، ولم نسمع به من قبل»، مبينا أن المعروف هو الهدي الذي يذبحه ويقدمه الحاج عندما يكون متمتعا أو قارنا، وهو أمر مطلوب أن يقدمه تقربا لله صدقة على الفقراء، موضحا أن للهدي وقتا معينا، وهو بعد رمي الجمرات، والتحلل بشكل كامل، ورأى الحكمي أن الطريقة التي يمارسها الجزارون مع الحجاج خداع وغش لا يجوز شرعا، ويجب أن يؤخذ على يد من يقوم بمثل هذه الأعمال.