كثفت الجهات الأمنية والخدمية في المدينةالمنورة استعداداتها لاستقبال 108 آلاف حاج بدأوا التوافد إلى المدينة منذ فجر اليوم الخميس، وسيستمر تدفقهم حتى فجر غد طبقا لمسؤول مركز المعلومات في محطة استقبال الحافلات على طريق الهجرة. وفيما نجحت الجهات الأمنية والخدمية في المدينةالمنورة أمس في أولى خطوات موسم الحج الثاني في المدينةالمنورة بتمرير عشرات الحافلات الكبيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى عشرات المركبات الصغيرة إلى المنطقة المركزية والبنايات السكنية ومناطق سكن الحجاج الواقعة على امتداد طرق، قربان، العوالي، قباء، السيح، بعد قدومهم من المشاعر المقدسة عبر طريق الهجرة السريع. وقال ل «عكاظ» عضو مجلس إدارة مركزي معلومات استقبال الحجاج في محطتي الهجرة والبر فهد شحاتة، أنه تم حصر أعداد الحجاج القادمين بدقة، مبينا أن 28 حافلة تقل 249 حاجا وصلت حتى ظهر أمس من فئة الحجاج المرتبطين بعقود سكنية، فضلا عن الحجاج الفرادى والحافلات الخاصة، وأضاف «الإجراء الذي يتم اتخاذه بعد وصول الحجاج يتضمن حصر أعدادهم وجنسياتهم، حفظ جوازات الحجاج وتسجيلها في مركز المعلومات، وإبلاغ مكتب الخدمة الميداني المعني للتواصل مع الحجاج وتسكينهم، حيث يتابع الحاج بعد ذلك إجراءات المغادرة إلى بلاده، وفي حال كانت بعثة الحج مرتبطة بحملة سياحية يتولى المنظم مهام إنهاء إجراءات مغادرة أفراد بعثة الحج». وأشار شحاتة إلى أن من المتوقع وصول 108 آلاف حاج بدءا من فجر اليوم وحتى صباح غد الجمعة، ويمثل العدد الأكبر من الحجاج، حيث تشهد الفترة ما بين 14 إلى 16 ذي الحجة ذروة وصول الحجاج للمدينة المنورة. وشهد مدخل المدينةالمنورة خلال الساعات الأولى من نهار أمس كثافة في حركة تدفق حافلات الزوار القادمين من مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وبدا واضحا تركيز أفراد الأمن والمرور على تسهيل عبور الحافلات عبر نقاط التفتيش وتأمين انسيابية حركة السير على امتداد الطرق المؤدية ما بين مدخل المدينةالمنورة إلى وسط البلد لمنع حالة تكدس الحافلات، كما لجأ مرور المدينة إلى استحداث نقاط عبور لضبط مسار الحافلات واتجاهها إلى مناط السكن في محيط الحرم النبوي، بعيدا عن ازدحام مناطق الوسط وربط اتجاه الحافلات بالطرق الحيوية التي ترتبط مباشرة بشارع الملك فيصل (الدائري الأول) والمنطقة المركزية، كما شرعت فرق ميدانية في تقديم المياه ووجبات خفيفة للحجاج (فطائر وعصير الفاكهة) فور وصولهم إلى المدينةالمنورة، حيث يصعد أحد أفراد الجهات الخيرية إلى الحافلة فور وصولها إلى نقطة التفتيش ويبدأ بتوزيع الوجبات المغلفة على الزوار في أقل من ثلاث دقائق. كما انتشرت على امتداد الشوارع المؤدية لمساكن الحجاج أفراد ميدانيون يتبعون لمكاتب المؤسسة الأهلية للأدلاء لإرشاد الحافلات إلى مناطق إسكان الحجاج، وضبط عملية الوصول والإشراف على وصول الأمتعة وتفقد احتياجات بعثات الحج لحظة وصول الزوار، فيما اكتظت المنطقة المركزية بآليات المرور التي عمدت إلى تأمين أماكن وقوف الحافلات ولجأت إلى سحب عدد كبير من المركبات الصغيرة الخاصة التي قد تعرقل حركة تدفق الحافلات إلى المساكن. «عكاظ» جالت في المنطقة المركزية أمس ورصدت مشاعر الحجاج بعد فراغهم من أداء الركن الخامس، وارتسمت على وجوههم علامات البشر والشكر للمولى عزل وجل بعد أدائهم مناسك الحج، وردد الحاج برهان عبدالله (سوداني) عبارات الحمد والشكر لله على أدائه الفريضة بعد تجاوزه العقد الخامس من عمره، وقال «كل ساعات وأيام الرحلة مليئة بالروحانية والإيمان نسأل الله القبول»، فيما يقول (مرتضى) وهو حاج آخر من السودان «انهمك في البحث عن حاجياته بين أمتعة الحافلة التي أقلتهم إلى المدينةالمنورة أمس، أن مشاهد ازدحام الواقفين على صعيد عرفات وفي ساحات رمي الجمرات والطواف لاتزال تدور في مخيلته فقد كان طوال حياته يشاهدها عبر التلفاز إلا أنها عاشها أول أمس واقعا في المشاعر المقدسة». وأثنى الحجاج على الترتيبات الأمنية والخدمية التي رصدوها خلال رحلة الحج، حيث أجمع كل من محمد خلدون، وماهر كلاس (أردنيان)، ومجدي عبد العاطي، وفراس مجدي (مصريان) على أن رحلة الحج مضت بيسر وأمان تام دون عوائق، وشهدوا على أن كافة الترتيبات الخدمية والأمنية كانت تعني بخدمتهم طوال فترة إقامتهم في مكةالمكرمة.