يناقش منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الخامسة التي تنظم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال الفترة من 17 إلى 20 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إحدى أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام ودوائر الاختصاص والمتعلقة بالنقل داخل المدن، حيث تبرز دراسة «النقل داخل المدن» كأحد أهم الدراسات الخمس التي سيتناولها المنتدى. وكانت هذه الدراسة محور حلقة النقاش الثالثة التي عقدها المنتدى أخيرا في الدمام، حيث حظيت الحلقة بحضور 46 من المختصين والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين ورجال وسيدات الأعمال، قدموا فيها 21 مقترحا جديدا لإثراء ودعم الدراسة. وركزت مقترحات المشاركين على ضرورة إنشاء قطار أنفاق، وإنشاء شبكات لمراقبة الطرق وتحديد أماكن الازدحام المروري وتوجيه السيارات إلى الطرق الأخرى وإنشاء هيئة للمرور. ودعوا إلى ضرورة دعم قطاع النقل بصورة توازي أهميته، مؤكدين أن القطاع يؤثر على معظم القطاعات الاقتصادية الأخرى فضلا عن البحث عن وسيلة مجدية لنقل المرأة وتوفير مواصلات عامة آمنة ومريحة لها. وأكد نائب رئيس مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي الدكتور حسن الملا، على أهمية الدراسة المستمدة من حجم المشاكل المتراكمة لقطاع النقل داخل المدن من ازدحام في الطرقات وحوادث مرورية فضلا عن تلوث البيئة الذي فاقم من المشكلات الصحية للمواطنين إضافة إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي انعكست على المجتمع جراء مشاكل هذا القطاع. كما استعرض المشاركون في الحلقة عددا من المشاكل التي تواجه النقل داخل المدن منها النقل المدرسي والنقل العام، وما يترتب عليه من استخدام وسائل النقل الخاصة ما يزيد من حجم الازدحام المروري. وتنبع أهمية هذه الدراسة من أن المملكة تواجه مشكلة كبيرة في النقل داخل المدن الكبرى، وخصوصا في المدن الرئيسة جدة، الرياض، مكةالمكرمة، والمنطقة الشرقية عموما. وقد أدى ذلك إلى تكدس السيارات في الطرقات، ما يحتم وضع تصور لحل جذري لهذه المشكلة. وهذا ما تعمل عليه هذه الدراسة التي تشير إلى انعدام النقل الجماعي بالحافلات الكبيرة داخل المدن، إذ لايوجد غير النقل بالحافلات الصغيرة أو مايعرف بالكروساتو التي لاتتسع لأكثر من 15 راكبا، وهي تستعمل غالبا من قبل العمالة الوافدة ،إذ أن المواطن السعودي يستعمل السيارات الخاصة في تنقلاته، وتعتبر الرياض من أكثر العواصم العالمية التي تبلغ نسبة السيارات للسكان فيها 1 إلى 3 (أي من بين كل ثلاثة مواطنين هناك واحد يمتلك سيارة). وتشتمل الدراسة على عدد من العناصر الأساسية ومن أهمها دراسة الوضع الحالي للنقل الداخلي داخل المدن الكبيرة، وذلك من حيث عدد السيارات وسعة الطرق والخطط المرورية والخطط الإسكانية، وكذلك تحديد المشاكل وحصرها وتحديد أسبابها والتي أدت إلى الوضع الحالي للنقل داخل المدن، وتحديد الجهات ذات العلاقة والمرتبطة أساسا بمشكلة النقل الداخلي واستعراض مدى تأثيرها على المشكلة. وستتضمن أيضا الإطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال النقل لمحاولة الاستفادة منها خصوصا تلك التي تتلاءم مع طبيعة المملكة وإمكانياتها، وكذلك إجراء دراسة ميدانية مدعمة باستبانات ومقابلات مع جهات الاختصاص والمواطنين لمعرفة مرئياتهم للمشكلة ومقترحاتهم لحلها، ووضع رؤية واقتراح أساليب جديدة وعملية يمكن تطبيقها لتقليل الآثار السلبية لهذه الظاهرة. وشكل المنتدى فريقا لمتابعة الدراسة وعقد عدد من ورش العمل، حيث قدم مجموعة من الخبراء والمختصين من القطاعين العام والخاص عددا من المقترحات والروئ الهادفة إلى تطوير قطاع النقل داخل المدن.