يناقش منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الخامسة التي تقام خلال الفترة من 17-20-12-2011م، أحد أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام ودوائر الاختصاص والمتعلقة بقضية النقل داخل المدن، حيث تبرز دراسة «النقل داخل المدن» كأحد أهم الدراسات الخمس التي سيتناولها المنتدى. وتنبع أهمية الدراسة من أن المملكة تواجه مشكلة كبيرة في النقل داخل المدن الكبرى وخصوصاً في المدن الرئيسة (جدة، الرياض، مكةالمكرمة، والمنطقة الشرقية عموماً) وقد أدى ذلك إلى تكدس السيارات في الطرقات، مما يحتم وضع تصور لحل جذري لهذه المشكلة. تهدف الدراسة إلى إيجاد حلول لمشكلة النقل داخل المدن بالتركيز على المدن الرئيسة، إذ يلاحظ انعدام النقل الجماعي بالحافلات الكبيرة داخل المدن، حيث لا يوجد غير النقل بالحافلات الصغيرة أو ما يعرف بالكروساتو التي لا تسع أكثر من 15 راكباً، وهي تستعمل غالباً من قبل العمالة الوافدة، كون المواطن السعودي يستعمل السيارات الخاصة في تنقلاته, وتعتبر الرياض من أكثر العواصم العالمية التي تبلغ نسبة السيارات للسكان فيها 1 إلى 3 ( أي من بين كل ثلاثة مواطنين هناك واحد يمتلك سيارة). وينتظر أن تشتمل الدراسة العديد من العناصر الأساسية ومن أهمها دراسة الوضع الحالي للنقل الداخلي داخل المدن الكبيرة كجدةومكةالمكرمةوالرياض والمنطقة الشرقية وذلك من حيث عدد السيارات وسعة الطرق والخطط المرورية والخطط الإسكانية, وكذلك تحديد المشاكل وحصرها وتحديد أسبابها التي أدت إلى الوضع الحالي للنقل داخل المدن, وتحديد الجهات ذات العلاقة والمرتبطة أساساً بمشكلة النقل الداخلي واستعراض مدى تأثيرها على المشكلة. وستتضمن الدراسة الاطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال النقل لمحاولة الاستفادة من تلك التجارب التي تتلاءم مع طبيعة المملكة وإمكانياتها, وكذلك إجراء دراسة ميدانية مدعمة باستبانات ومقابلات مع جهات الاختصاص والمواطنين لمعرفة مرئياتهم للمشكلة ومقترحاتهم لحلها, ووضع رؤية واقتراح أساليب جديدة وعملية يمكن تطبيقها لتقليل الآثار السلبية لهذه الظاهرة. وعمد المنتدى الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين إلى تشكيل فريق لمتابعة الدراسة وعقد عدد من ورش العمل حيث قدم مجموعة من الخبراء والمختصين من القطاعين العام والخاص عدداً من المقترحات والرؤى الهادفة لتطوير قطاع النقل داخل المدن. جاء ذلك في حلقة النقاش الثالثة التي أقامها «منتدى الرياض الاقتصادي» بمدينة الدمام مؤخراً لدراسة «تطوير النقل داخل المدن»، حيث حظيت الحلقة بحضور 46 من المختصين والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين ورجال وسيدات الأعمال, قدموا فيها 21 مقترحاً جديداً لإثراء ودعم الدراسة. وركزت مقترحات المشاركين على ضرورة إنشاء قطار للأنفاق، وشبكات لمراقبة الطرق وتحديد أماكن الازدحام المروري وتوجيه السيارات إلى الطرق الأخرى وإنشاء هيئة للمرور. كما دعا المشاركون إلى ضرورة دعم قطاع النقل بصورة توازي أهميته, مؤكدين أن القطاع يؤثر على معظم القطاعات الاقتصادية الأخرى فضلاً عن البحث عن وسيلة مجدية لنقل المرأة وتوفير مواصلات عامة آمنة ومريحة لها. وكان الدكتور حسن الملا نائب رئيس مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي قد أكد على أهمية الدراسة المستمدة من حجم المشاكل المتراكمة لقطاع النقل داخل المدن من ازدحام في الطرقات وحوادث مرورية فضلاً عن تلوث البيئة الذي فاقم من المشكلات الصحية للمواطنين إضافة إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي انعكست على المجتمع جراء مشاكل هذا القطاع. واستعرض المشاركون في الحلقة عدداً من المشاكل التي تواجه النقل داخل المدن منها النقل المدرسي والنقل العام داخل المدن وما يترتب عليه من استخدام وسائل النقل الخاصة مما يزيد من حجم الازدحام المروري.