كتبت قبل أيام مقالا في هذه الزاوية عن الندم الذي اعترى شاعرا معددا تزوج امرأتين ظن أنه سينعم بينهما كأفضل وأرحم «نعجتين» فإذا به يجد نفسه وسط ذئبتين شرستين، فما كان منه سوى رواية تجربته في قصيدة مشهورة بدأها بقوله «تزوجت اثنتين لفرط جهلي!»، وكان المقال أخف من الخفيف ويناسب أيام العيد وفيه دعابة ومداعبة للمعددين، ولكن بعضهم أخذ الأمر على محمل الجد واتصل بي أو علق على محتوى المقال جادا غير هازل، معلنا أنني قد ظلمت المعددين واعترضت على أمر شرعي أحله الله عز وجل وأنني قد أثرت النساء ضدي بوصفهن بأنهن «نعاج»، لأنهن قبلن بالتعدد، فهالني ما لمسته من ردود فعل سبق للشيخ سلمان العودة أن واجه مثلها عندما كتب عن رأيه الشرعي والاجتماعي حول موضوع التعدد. وقال لي شاب في الثلاثين من عمره إنه معدد «بامتياز»! ولديه ثلاث نساء يعشن معه معززات مكرمات سعيدات وإنهن قد ساءهن وصفي للواحدة منهن بأنها «نعجة»، فلما حاورته حول المقال طلب مني كتابة مقال آخر أوضح فيه مقاصدي الشرعية والاجتماعية لعل ذلك يخفف من ردة فعل المعددين ضدي، فرأيت أن من الكياسة والحصافة الاستجابة لطلبه لأنني أصلا ذو بضاعة مُزجاة، فأقول وبالله التوفيق: أولا: لم يأت وصف المرأة التي عدد زوجها عليها بأنها «نعجة» من عندي ومعاذ الله أن صف أخوات كريمات قبلن بالتعدد راضيات أو حتى غير راضيات بهذه الصفة، وإنما جاء الوصف في قصيدة شاعر معدد عبر فيها عن تجربته الفاشلة في التعدد، ومن أراد الاطلاع على القصيدة كاملة واسم قائلها فإن عليه الاستعانة بالشيخ «قوقل!» وبمجرد إدخال صدر أول بيت من القصيدة فإن أبياتها سوف تنهال على شاشة الحاسب، فما ذنبي أنا في هذا النقل الأمين لما قاله الشاعر؟! ثانيا: لم أقل إن جميع تجارب التعدد فاشلة في جميع الأزمان ولكن ذكرت أن التجربة في العصر الحديث قلما تنجح في ظل تعقيدات كثيرة يأتي في مقدمتها صعوبة تربية الأبناء عندما يكون عددهم محدودا ومن امرأة واحدة، فكيف تكون الأحوال إذا زاد عددهم على حمولة جمس سوبربان؟! ثالثا: هناك من الذكور ولا أقول الرجال من يعدد بدافع من شهوة ونشوة مؤقتة، دون أن تكون لديه الاستطاعة الجسدية والمادية والاجتماعية للقيام بأعباء التعدد، ولذلك تكون مخاطر التعدد في هذه الحالة كبيرة جدا على المجتمع والأخلاق، واللبيب بالإشارة يفهم. أما من يملكون الاستطاعة «وقليل ما هم» فإن مقالي السابق لا يعنيهم من قريب أو بعيد! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة