قلة من الأطباء من يعدد في زواجه.. فيكتفي بواحدة.. ولسان حاله يقول (عساها بحملها تثور) وبصراحة أستغرب ذلك.. وقد يكون السبب ان معظم الأطباء يتزوجون في عمر متأخر نسبياً مقارنة بالمهن الأُخرى.. فتكون دراسة الطب وعملها قد أتت على نصف أو أكثر من شبابه.. وما تبقى يكون نصيباً لزوجته الأولى والوحيدة.. فلا يتزوج بأُخرى.. فمن أين له شباب (وعمر) ليعطيه لثانية أو أكثر.. وموضوع الزواج وتعدد أشكاله أصبح كل يوم يأتي بجديد.. فمن زواج (الفرند) إلى زواج (الونس) وهلم جرا.. ليكون زواج المسيار موضة قديمة.. وهو في الواقع كذلك ف(الاولين) يطلقون على زواج المسيار (يعرس على بيتها) أي بيت العروس.. فتنازل العروس عن بعض حقوقها كالنفقة والمبيت والإشهار المتعارف عليه.. وعملياً عندما يتزوج الطبيب فهو في الواقع كمن تزوج بأُخرى.. فمهنة الطب هي الضرة أو (الجارة) التي ستجدها من تتزوج بطبيب.. وما تبقى من سوانح اليوم أسدي نصحاً ودعابة وشعراً لأنصار الحج متولي.. فقد قال الأصمعي: قيل لأعرابي.. من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش.. فتزوج امرأتين ثم ندم.. فأنشأ يقول: تزوجت اثنتين لفرط جهلي بما يشقى به زوج اثنتين فقلت أصير بينهما خروفاً أ نعمُ بين أكرم نعجتين فصرت كنعجة تضحى وتمسي تداول بين أخبث ذئبتين رضا هذي يهيج سخط هذي فما اعرى من إحدى السخطتين وألقى في المعيشة كل ضر كذاك الضر بين الضرتين لهذي ليلة ولتلك أخرى عتاب دائم في الليلتين ولشدة مرارته في تجربة الزواج من اثنتين أصبح من دعاة عدم الزواج بالمرة.. وهذا يُذكرني بقصة رجل كان يجلس مع امرأته.. ويتذكر الماضي بحسرة ويحن إليه.. قال لها (ياحلينا يوم كنا اثنين) فردت الزوجة بلهفة وبسرعة قائلة أي والله يا أبا فلان فقد كانت أيامنا جميلة عندما كنا في بداية زواجنا قبل إنجاب الأولاد (أنا وأنت فقط) رد بحسرة وبسرعة ما أعنيه ب (ياحليلنا يوم كنا اثنين) أي (أنا وقديري) أي هو وقدر الطبخ الذي يطبخ فيه طعامه عندما كان أعزبا.. فاعتبروا يا زملاء المهنة ممن كان يمني نفسه بأن يكون ملك زمانه أو (سي السيد).. فأصبح خروفاً بين ذئبتين.. وللحديث صلة.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله.