مع حلول فصل الشتاء تزدهر الزراعة في بعض الأودية الواقعة على تخوم محافظة المخواة وفي بعض نواحيها، حيث تزدهر زراعة الدخن المحلي في كثير من تلك النواحي مثل وادي الأحسبة، هوران، واد منجل، ممنا وعلى سفوح جبل شدا الأسفل. وقال علي أحمد العمري «أدى هطول لأمطار أخيرا في تحسن منسوب المياه في الآبار، لذا زرعنا الأرض بالدخن، والأهالي يتوسمون الخير مع دخول موسم الشتاء المعروف بأمطاره الغزيرة». وأضاف أن مكيال الدخن الواحد يبلغ سعره 120 ريالا، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 150 ريالا في هذا الموسم. معللا الارتفاع إلى تكلفة البذور والأيدي العاملة التي تساعدهم في حماية المحصول وحصاده. وقال الباحث والإعلامي ناصر محمد الشدوي، إن ازدهار الزراعة على سفوح شدا وخاصة زراعة الذرة والدخن جعل من هذه المنطقة موقعا للزراعة التقليدية وحرث الأرض بالمحراث الذي تجره الثيران، فضلا عن الصرام والدياس. ورأى أن الحفاظ على هذه الحرف ملمح جميل يصلنا مع الماضي، ومؤكدا في نفس الوقت أنه نماء اقتصادي وعامل جذب يرفد الجانب السياحي. ومن جهته، أوضح عبدالله عطية أبو غازي، أن المزارع تصبح في نهاية موسم الحصاد نهبا لأسراب الطيور ومنها طائر الرجاف والقرع والتي يبدو أنها من الطيور المهاجرة. وأضاف أن المزارعين يواجهون أسراب الطيور عبر الطرق التقليدية أو ما يسمى بحماية الطير، حيث يرابط المزارع بجوار حقله من قبل صلاة الفجر وقبل استيقاظ تلك الطيور، «فنمنعها من أن تحط على مزارعنا باستخدام الصوت وإثارة الجلبة والتصفير عليها فتذهب بعيدا»، مؤكدا أن البعض يلجأ لمد حبال بطول وعرض المزرعة ويعلق في تلك الحبال علبا صغيرة بها أحجار ثم يحكم إغلاقها بطرق فوهة تلك العلب وعند هز الحبل تصدر أصواتا تخيف تلك الطيور.