تتوجه الأنظار العربية والعالمية اليوم إلى دمشق، بعد موافقة النظام السوري على المبادرة العربية وسحب كافة المظاهر المسلحة من الشوارع، في الوقت الذي قتل فيه 20 شخصا في حمص على يد قوات الأمن السورية. ودعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في الداخل إلى «التظاهر السلمي» اليوم، جاء ذلك في بيان لها أمس «تدعو أبناء الشعب السوري إلى التحقق من نوايا النظام من خلال استمرارهم في أشكال الاحتجاج كافة». ودعا البيان «القوى الثورية كافة إلى العمل من أجل تنسيق الجهود لتنظيم مظاهرات واعتصامات شاملة» مضيفا «ليكن يوم غد الجمعة يوم التظاهر في كل الساحات والشوارع، ومواصلة الكفاح اللاعنفي حتى إسقاط النظام». وأعربت لجان التنسيق عن تشكيكها في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة الجامعة العربية، مشيرة إلى أن سقوط قتلى في أعمال قمع الاحتجاجات الأربعاء يؤكد نوايا النظام الحقيقية في الاستمرار بمواجهة الحراك الثوري السلمي بالقتل والعنف. وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم أعلن في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء الأربعاء، موافقة دمشق على الخطة العربية لإنهاء الأزمة المستمرة في سورية منذ منتصف مارس (آذار) والتي أوقعت وفقا للامم المتحدة أكثر من ثلاثة آلاف قتيل. من جهتها، رحبت الصين أمس بخطة الجامعة العربية لوقف إراقة الدماء في سورية، حيث دعت الأطراف كافة إلى إنهاء العنف. وقال هونغ لي متحدثا بلسان الخارجية الصينية للصحافيين إن «الصين ترحب بتوصل سورية والجامعة العربية لاتفاق حول وثيقة العمل لحل الأزمة السورية». وتابع «نأمل أن تتمكن الأطراف المعنية في سورية من اتباع جهود عملية لوقف أشكال العنف كافة وخلق ظروف تهيئ لتسوية القضايا العالقة عبر الحوار والمشاورات». وكانت الصين وروسيا منعتا في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) باستخدامهما الفيتو كعضوين دائمين في مجلس الأمن مسودة قرار صاغتها الدول الغربية في المجلس، احتوت على تهديد لنظام الأسد بعقوبات مهدفة إذا واصل حملته ضد المحتجين.