سعدت كغيري من أبناء هذا الوطن لنص تصريح وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، حين بشر أبناء وبنات الشعب بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله باستمرار فتح مشروع خادم الحرمين للابتعاث الخارجي. حقيقة أن هذا قرار سياسي تعليمي واستراتيجي مهم للغاية لما له من تأثير على مستقبل بلادنا ومكانتها العلمية والتعليمية في العالم. وأزعم أنه سوف يأتي اليوم الذي يصبح فيه المواطن السعودي الذي يحمل الدرجة الجامعية بنسبة لا تقل عن 60 في المائة فهذا الأمر السامي الكريم له دلالات بعيدة المدى. حين تصحو هذه البلاد في يوم ما ولا نجد أننا في حاجة للابتعاث بسبب زيادة عدد جامعاتنا السعودية بما يحقق طموحات الشعب ويسد الاحتياج المحلي الفعلي. وهذا التفكير الراقي يعطي المزيد من الاستقرار الوطني، ويرتفع بمعنويات الشباب الذين يحرصون على مواصلة دراستهم. وأيضا يساعد على زيادة المساحة في الثقة بين الراعي والرعية. ويساعد على نمو المناعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وأشد ما يلفت النظر له أن الحراك السياسي والتعليمي والعالي الحالي هدفه الإصلاح الذي ينشده كل مواطن ويسد باب الضجيج في نهاية كل عام بالنسبة للقبول في الجامعات، فالوقاية خير من العلاج. وهذا القرار المتزن والرصين سوف يعمل مباشرة على تنمية الوعي في دواخل عقول أبنائنا عندما يسافرون لخارج الوطن للتعليم والتحصيل العلمي وتفتق أفقهم. فسوف يعودون إن شاء الله بعقليات أكثر وطنية ونضجا وفهما ووعيا وعلما بعدها يمكن أن يساهموا في التصدي لتحديات مستقبلنا، ويكونوا أدوات من أدوات الخير والنماء. الله يديم عز الملك عبد الله.. فلولا مشروع الابتعاث الخارجي لوجدنا أنفسنا مقبلين على مغامرة رعناء تؤدي بالبلاد إلى مجاهل لا يعلمها إلا الله. لو لم تدرس هذه الألوف المؤلفة من الشباب والشابات ويحصلوا على التعليم الجامعي والعالي، لكانوا عبئا أمنيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا على الوطن. فالحمد لله الذي وفق ولاة الأمر للاهتمام بهذا الملف الخطير للغاية، ثم معالجته بأساليب وطرق حضارية ومنظمة عادت وتعود على الوطن بكل الخير إن شاء الله. الله يديم عز الملك عبد الله.. هذا الملك الصالح الذي أعطى شعبه العظيم والوفي الكثير. وينتظر من أبنائه وبناته المبتعثين والمبتعثات الكثير والكثير من الإنجازات والإبداعات والأعمال الحضارية. والله يديم عز الملك عبد الله. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض. البريد: [email protected] الموقع: www.z-kutbi.com