بقلوب راضية بقضاء الله وقدره نتقدم بالتعزية لمقام خادم الحرمين الشريفين والأسرة الحاكمة والشعب السعودي كافة بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته. فالعيون تذرف الدموع، وتتألم القلوب لفراق «سلطان الخير» والعالم يودعه مع كتل عظيمة من الحزن.. ولكن تزداد أحزان الضعفاء والمساكين والثكالى والأرامل ومرضى القلب والبؤساء الذين مسح دموعهم «سلطان» وداوى جراحهم ورسم الفرحة على شفاههم، ولفراق «سلطان» تنهمل دموعهم وتتألم قلوبهم على فقيدهم سلطان الخير.. سلطان القلوب.. وسيتألمون عليه أكثر من غيرهم. لأننا أحببنا سلطان الرمز في قلوبنا ولأننا تعلمنا منه كيف نحب وكيف نحن ونعطف على الآخرين، وكيف نبادر إلى فعل الخير، كيف لا نمن ولا نكره ولا نحقد ولا نتكاسل في أعمالنا. ومما أتذكره في زيارة سموه لينبع في 18/ ذي القعدة / 1419 ه استقباله لأعيان وأهالي ينبع ومسؤولي الهيئة الملكية والشركات الصناعية وذلك في مقر الخيمة الملكية في ينبع الصناعية ومدى الابتسامة التي تعلو وجه سموه وهو يصافح الواحد تلو الآخر بكل حميمية وحب. وفي اليوم الثاني من الزيارة دشن الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله في تلك الزيارة مصنعي حمض الترفثاليك والعطريات التابعين للشركة العربية للألياف الصناعية «ابن رشد»، إحدى شركات سابك، بتكاليف بلغت أكثر من ثلاثة مليارات، ويعتبر هذان المشروعان من أبرز مشاريع البتروكيماويات السعودية من حيث ضخامة التكلفة الاستثمارية وموادهما الإنتاجية إذ يتم تصنيعها لأول مرة في المنطقة.. وكانت تلك الزيارة لمدينة ينبع تجسد دأبه يرحمه الله لأجل تشجيع القطاعات الصناعية امتدادا للرعاية التي تحظى بها مختلف القطاعات الإنتاجية في البلاد. وكان سموه على موعد لتشريف حفل الأهالي الذي أقامته إمارة ينبع مساء اليوم نفسه إلا أن وفاة أمير البحرين الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة حالت دون ذلك وقدم اعتذاره للأهالي وأناب سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة في حينه لحضور الحفل. عاطف القاضي مدير قسم الإعلام الهيئة الملكية في ينبع.