طوينا صفحة الأسبوع الماضي الحزين باستهلال مرحلة تاريخية جديدة أبرقت بتعيين مهندس الحرب على الإرهاب الأمير نايف وليا للعهد، في ثنايا المشهد الوطني تجسدت البساطة والسلاسة، وصولا إلى تعيين القائد الخلف لخير سلف. وكما تطلع وترقب الناس اختار الملك بحكمته رجلا ارتبط أداؤه بتحقيق أثمن ما يمتلكه الإنسان.. الرجل الذي نثق به ونستأمنه على استقرار وطننا ونحن مطمئنون، في مرحلة عصيبة أحوج ما نكون فيها إلى الطوق الأمني لحفظ الوحدة الوطنية من العبث بها وحفظ مسيرة الإصلاح وحماية كل ما حققناه من نماء وازدهار نتطلع إلى المزيد منه. تأتي مبايعة ولي العهد الأمير نايف على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، على السمع والطاعة ضمن باقة مبايعات، في الماضي القريب جددنا البيعة السنوية لخادم الحرمين الشريفين، وجسد أسبوع الحزن الذي شهدناه بوفاة فارس الخير الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال مظاهر العزاء أسمى معاني التلاحم الوطني، من كل حدب وصوب وحتى دول الخليج قدم مواطنوها العزاء.. إلى جانب مسحة التواضع بدا التكاتف الوطني مهيبا ومشرفا، إذ لا يترك الناس بشرائحهم وطبقاتهم كل شيء وينفرون إلى العزاء لو لم يكن ذلك المصاب يطوق كل منزل.. صورة حضارية تليق بهيبة الراحل قدمتها العاصمة لضيوفها المعزين، تصل الوفود مطار القاعدة الجوية في الرياض وتنطلق إلى الديوان الملكي للتعزية وتتشارك مع الناس طرقات العاصمة، وبتنوع أطياف المجتمع جسد المشهد في الديوان الملكي على حزنه وشجونه بيعة مؤكدة لأبناء الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه).. وانعكس ذلك على قرار تعيين ولي العهد بمباركة هذه الخطوة التاريخية من أبناء القبائل وشرائح المجتمع والمقيمين وإدراك حجم ما يحيط بالأمتين العربية والإسلامية من مواجع وفواجع. على مستوى ترحيب الأمتين العربية والإسلامية ومباركتها تولي الأمير نايف ولاية العهد، يعرف الناس جيدا وكل مسلم وزائر يصل بلاد الحرمين من يكون وزير الداخلية بمنهجه المألوف وإنجازاته المبهرة، كل عام نستقبل حجاج وضيوف الرحمن، ويضع خطط السهر على أمنهم مع رجاله المخلصين.. إنها مناسبة لا تخص الشعب السعودي وحده، بل تمس المسلمين كافة. كان الله في عون مليكنا ورجاله وأعانهم على موسم حج نتطلع أن يكون واحة راحة وارتواء روحي لضيوف الرحمن، وأن نقوم بواجباتنا نحوهم على أكمل وجه. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة