أكد ل «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية أن معاني الوحدة الوطنية التي ترجمها الشعب السعودي في التفافه حول القيادة أمر مذهل بكل تفاصيله، يبرز ما يتمتع به المواطنون تجاه قيادتهم. وقال أمير المنطقة الشرقية، أثناء تلقيه التعازي في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في المنطقة الشرقية أمس، إنه لن يزعزع أمر في هذه البلاد ما دمنا متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، مدعمين بقوة إيمان هذا الشعب السعودي المسلم الذي يحب الخير ويقبل على قيادته ويحب حكومته. وأشار الأمير محمد بن فهد إلى أن الشعب السعودي يحمل كل مدركات معنى الإباء والشمم ويذود عن دينه ووطنه، فلن يقبل بأي حال من الأحوال المساس أو الاعتداء على وطنه كائنا من كان. وقال «يكفى فخرا لهذا الوطن أن جعل دينه الإسلام ودستوره القرآن وسنة النبي المجتبى، سواء في الأحكام وغيرها ولن يقبل غيره إطلاقا»، مشيرا إلى أن تميز الدولة جاء بقوة عزيمتها بدينها وعاداتها وتقاليدها الصحيحة ومشاريعها في خدمة الحرمين، ومنها توسعة خادم الحرمين الشريفين العالمية للمسجد الحرام والمسجد النبوي. وتابع «من ضروريات الأمر والواجب أن يعرفه الجميع بأن الدولة السعودية كانت وما زالت منذ مؤسسها الملك عبدالعزيز وحتى عصرنا الحاضر هدفها خدمة المواطن وتسخير كل الإمكانات لحل كل مشاكل وعوائق المواطنين، والعمل على خدمة الفقير والمريض قبل الغني والمقتدر، وهذا لن يوجد في دول كثيرة وهذا دلالة واضحة، عندما تصلنا برقيات من خادم الحرمين الشريفين فحواها شكاوى من مواطنين يأمرنا فيها بحلها والوقوف على خدمة طالبيها وهذا يدل قطعا على اهتمام الدولة بالمواطن». ونوه إلى أن عبقرية الراحل الدبلوماسية والسياسية وكيف جعلها منهجا وثقافة يعيها جيل اليوم ونكتشف عمقها الفكري والبعد الإنساني النبيل منها قال إن هذا الرجل يطلق عليه «رجل المهمات وحلال العقد»، فهو قائد ورجل دولة متمكن مذ كان شابا يافعا في عهد الملك عبدالعزيز الذي أوكله الثقة كاملة وأعطى له مهمات كبيرة لعمله وثقته بكفاءته وقدرته على حل الأمور، فهو رجل، رحمه الله، يتمتع ببصيرة ثاقبة ووعي كامل ساعده على حل المشاكل، وكلنا كمسؤولين يجب أن نتعظ منه ونتعلم من طريقة تعامله مع القضايا، فهو رجل عمله وتعامله متكامل ليس سياسيا فقط ولا عسكريا أو رجل دولة، بل أبعد من ذلك وهي إنسانيته التي تفيض منه بمعنى الكلمة. وأضاف «علمنا الأمير الراحل كيف نبتسم لبعضنا ونساعد بعضنا، ففي كل زيارة له للمنطقة الشرقية ينظر إليه الناس وتباشير وتهاليل السعادة تفيض من محياه، لأنه يهتم بالإنسان ويسعى لخدمته تنمويا وطبيا وعسكريا، فرحمه الله رحمة واسعة». وأشار أمير المنطقة الشرقية إلى أن الإنسان النبيل الذي يتكشف واضحا جليا كلما اقتربنا منه ومن شخصيته الإنسانية في قراءة تجسد مضامين تنهل منها ينابيع الخير عطاء للوطن وإخلاصا للمليك وانتماء لهذا الشعب الأصيل. وقال «استعرضنا جزءا يسيرا من إنجازات هذا الرجل الذي مهما أعطيناها من مساحة ستظل عاجزة عن أن تشير لكل إنجازاته في جميع المسارات، إذ، رحمه الله، تتعدد أعماله الخيرية وتتنوع مشاريعه الإنسانية في أكثر من موقع على أرض المملكة الحبيبة، ومنها المنطقة الشرقية ذات المكانة العظيمة في قلبه، حيث حرص دائما على ترسيخ روح الأسرة الواحدة وتأكيدها معنى ومفهوما روحا وممارسة، قولا وفعلا، يحنو على صغيرهم ويعطف على فقيرهم ويحترم كبيرهم». وألمح أن المعنى الأبرز وضوحا والأكثر تجليا يأتي في رصد لبعض من مشاريعه الخيرية والعلمية المتنوعة في جميع مناطق المملكة، فنعرج بداية على تعامله الأبوي والإنساني مع أفراد شعبه بوجه عام، في قراءة تؤكد الحقيقة التي تبدت دوما وباستمرار في التلامس الوجداني التلقائي والعفوي والطبيعي بينه وبين جميع شرائح المجتمع وفئاته وأعماره، عندما يلتقي بهم في جولاته الميدانية وزياراته للمناطق ليعيش قضاياهم ويلامس شجونهم وهمومهم ويعيش أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم عن قرب، حيث يجلس بينهم كواحد منهم جاء منهم وهم يسكنون في قلبه الكبير الذي اتسع دائما لأبناء هذا الوطن وسكنته تطلعاتهم ورؤاهم لمستقبل الوطن، فعمل دائما على تحقيقها رؤية ومنهجا وأداء في كل توجهاته. الجدير بالذكر أن سموه استقبل جموعا غفيرة من المعزين في مقر إمارة المنطقة الشرقية.