ينشر مقالي في اليوم الذي حدد كآخر مهلة لدفع الدية المقدرة على شاب دخل في شجار مع طلاب قبل 4 أعوام «أي حين كان عمره 14 عاما»، وأدين بقتل طالب وسجن على أثرها. وقبل أربعة أشهر وبعد بلوغ الشاب 18 عاما حدد أهل القتيل مهلة 4 أشهر لأسرة القاتل؛ ليسددوا 20 مليون ريال مقابل عتق رقبة الشاب من القصاص . لست أدري هل جمعت الأسرة المبلغ المحدد أم لا، ومع هذا يمكن طرق هذه القضية، فهي بين فترة وأخرى تخرج لنا رأسها؛ لتسلط الضوء على إنسانيتنا في مثل هذه القضية، وربما القارئ يتذكر الدية التي حددها أهل قتيل آخر «قتل بالخطأ» 40 مليون ريال لعتق رقبة؟ هذه القضية تخبرنا أن علينا إعادة النظر في الإجراءات المتبعة، وليس في«الحد» حتى لا يفهم المقال بطريقة خاطئة، وأن يسأل المشرع: هل هذا «الحد» ينطبق على الجميع أم هو ينطبق على من أعمارهم 18 وما فوق، بعد أن أخبرنا النفسانيون والاجتماعيون والتربويون أن وعي الإنسان يكتمل غالبا في سن 18، فيما قبل ذلك يكون الإنسان مراهقا لم يكتمل وعيه بعد؟ تخبرنا أيضا أي هذه القضايا بأن زيادة الدية ورفعها لعشرات الملايين، هذا يعني أن من بدأ يرفع بقيمة الدية، تخلى عن حزنه وإنسانيته بهذه القضية، وحولها إلى صفقة تجارية يريد تحقيق أعلى سعر ممكن. وهنا على المجتمع والمشرع طرح السؤال الأهم: هل يحتاج الأمر التدخل لتحديد دية لا يحق لأهل القتيل تجاوزها، لحماية الإنسان الذي يريد البعض تحويله لسلعة؟ فمثل هذه القضايا بعض الأسر تحول القتيل من إنسان إلى سلعة مطروحة للبيع والتفاوض، ويمكن رفع سعره إلى أقصى حد فالمجتمع يتكاتف ويتبرع لجمع عشرات الملايين لتسديد قيمة صفقة «إنسان حول إلى سلعة». [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة