قدرت مصادر صحفية غربية ثروة القذافي الشخصية بأكثر من 85 مليار يورو.. يورو ينطح يورو، هذا بخلاف ثروات ليبيا واستثماراتها وأرصدتها المجمدة في الخارج والتي تعد بمئات المليارات من الدولارات واليوروات التي لم يستفد منها الأحياء ولا الأموات! لأنها كانت تعتبر أيضا ثروة شخصية للقذافي؛ ففي العالم العربي دائما (الجيب واحد)! ولا فرق بين ثروة قائد المسيرة المظفرة وثروة الأمة (المطفرة)!. على أية حال إذا كان لدى أحدكم خبرة في أسعار تحويل العملات فأتمنى أن يساعدني ويمسك بآلة حاسبة لمطاردة جزء يسير من المليارات الضائعة التي كان يمكن أن تنقذ رقبة القذافي وتكفيه شر الحرب الضروس والثورة الحمراء التي أطاحت بنظامه الأخضر الكريه، وأعد هذا المحاسب المتطوع بأنني لن أشغله كثيرا بالبحث عن الحسابات السرية لعائلة القذافي التي تحدث عنها قذاف الدم ولن أنهكه بالأرقام الفلكية التي تشكل قيمة الصناديق والأرصدة الليبية في الخارج، بل سوف أركز معه على إحصاء فتات الفتات الذي تناثر من ثروة واحد من أغنى بلدان العالم؛ لأنني أعتقد أن فتات الفتات هذا كان بإمكانه أن يغير وجه ليبيا ويجعل طرابلس أجمل من لندن وبنغازي أكثر حداثة من دبي وسرت أكثر بهاء من سنغافورة!. لقد عثر ثوار ليبيا عند تحريرهم العاصمة طرابلس على 23 مليار دولار عدا ونقدا في البنك المركزي الليبي، تخيلوا 23 مليار دولار (كاش) كان يخبئها الدكتاتور تحت البلاطة كي يصرفها على زواره من الزعماء الأفارقة الذين يأتون إلى طرابلس لمبايعته كملك لملوك القارة السمراء أو يشتري بها خيمة جديدة حين (يخر) سقف خيمته القديمة عند هطول الأمطار الغزيرة! أو يستغلها في تصميم ملابس «مزكرشة» تكشف عن ذوقه المتدني، أو يوزعها على المحامين الأوروبيين حين يعتدي ابنه هانيبال على أحد الخدم خلال سهراته الحمراء مع عارضات الأزياء الشقراوات أو يصلح بها سيارة (التكتك) المضحكة التي يتجول بها داخل باب العزيزية!. لو أنفق القذافي فتات الفتات هذا على التنمية في بلاده لما قتل بهذه الطريقة البشعة هو وبعض أولاده، ولكن الطغاة لا يفكرون ولا يرون إلا أنفسهم فغرورهم الأحمق يمنعهم من التفكير في لحظة الحساب الدامية التي دائما ما تجيء على حين غرة!. لم يشكل المبلغ المهول الذي عثر عليه الثوار في البنك المركزي الليبي صدمة للمجلس الانتقالي وحسب، بل شكل أيضا مفاجأة للدول الغربية التي ترصد عادة كل فلس أحمر في الدول النفطية، حيث كانت تستعد لرفع الحظر عن بعض الأرصدة الليبية المجمدة لمساعدة المجلس الانتقالي على إدارة البلاد في هذه المرحلة الحرجة ولكنها وجدت أن هذه الثروة الهائلة التي كان يحتفظ بها الديكتاتور (كمصروف جيب) كافية للوفاء باحتياجات البلاد لأشهر وربما لسنوات!. كان بإمكان فتات الفتات هذا أن ينقذ رقبة القذافي، صحيح أن الثورة الليبية لم تكن ثورة جياع بقدر ما كانت ثورة حرية، إلا أن الوضع المزري الذي كان يعيشه واحد من أغنى دول العالم ساهم إلى حد بعيد في اتساع رقعة الثورة لتشمل كل أنحاء البلاد لدرجة أن وزراء الديكتاتور وسفراءه ورفاقه المقربين تخلوا عنه منذ الأيام الأولى للثورة، ولأن المثل الشعبي يقول: (مال البخيل يأكله العيار) فأن جزءا لا بأس به من الأرصدة المليارية التي حرم القذافي شعبه منها سوف تذهب لتسديد فاتورة ذخائر طائرات حلف الناتو التي قصفت بيته وشردت أسرته وبعثرت مرتزقته الذين جلبهم من كل مكان كي يحارب شعبه. قاتل الله الطمع.. ما قيمة أن يمتلك الإنسان 85 مليار يورو كثروة شخصية إذا كان احتفاظه بها سوف يقوده إلى هذه النهاية المروعة المذلة؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة