مؤامرة وخطة اغتيال سفير خادم الحرمين في واشنطن أظهرت أن الغضب الإيراني من الفشل المدوي في هز أمن الخليج يمكن أن يقود «الدولة الثورة» إلى تصرفات مجنونة، وبسبب التخبط الذي تعيشه الأجهزة الإيرانية تحول الاستهداف من العمل تحت الطاولة إلى المغامرات التي تشبه العمليات الانتحارية. السؤال الذي طرحه كثير من الناس حول العالم لماذا عادل الجبير؟ ولماذا في واشنطن؟ يتبين لنا من خلال قراءة التاريخ القريب أن إيران تعمل في الخفاء بجهد كبير لتعكير صفو العلاقات السعودية الأمريكية، وأنها تحاول دائما خلق أزمات يعرفها المتابعون للشأن السعودي الأمني، لتكسب من توتر العلاقة بين واشنطن والرياض، الجبير يعتبر مفتاحا مهما للدبلوماسية السعودية في أمريكا وملأ باقتدار الفراغ الذي أحدثه ترك الأمير بندر بن سلطان للمنصب، وعندما يستهدف شخصه فإنهم يفقدون بلاده مقدرات وإمكانات رجل ناجح ومجد، وفي استهداف منصبه سفيرا وممثلا للملك فإنهم يغتالون الرمز الرابط بين الحكومتين الصديقتين، وفي ذلك استهانة بالدولة السعودية وتوجيه رسالة دموية إلى حكومة المملكة. الرسالة الدموية في هذه الحالة تعتبر في العرف السياسي لعبا على المكشوف، وفوق الطاولة، حتى وإن أنكرت طهران الرسمية اتهامات وزارة العدل الأمريكية. السؤال المحير لماذا يمنع أحمدي نجاد التحقيق في القضية بعد مطالبات داخل النظام الحاكم في التحري والبحث، هذا يجعلنا نربط العملية الفاشلة بتنظيم الحجتية، ودور الحجتية السيء دائما في إحداث القلاقل منطلقين من أساس ديني يدفعهم لنشر الفساد من أجل تعجيل المهدي المنتظر. هذه الجماعة يقودها مصباح يزدي ومن أبرز أركانها أحمد جنتي وأيضا محمود أحمدي نجاد، ويعتبر هذا التيار المحرك الرئيس لعصابات الاستخبارات، ويتحكم بعناصر في الحرس الثوري، فالحجتية المنحرفون يتحكمون اليوم بمفاصل الحياة في إيران والسياسة الداخلية والخارجية تخضع لمؤامرات مجرمين ليس لهم علاقة بالسياسة ولا الدبلوماسية ولا غيره، مجرد استغلال للدين والمذهب الكريم الذي لا يمثلونه. استهداف الجبير هو استهداف لدور المملكة السياسي، وتمادي إيراني في الاعتداء على أمن وسلامة المملكة ومنشآتها ورموزها في الداخل والخارج، ولا يخرج هذا عن الإطار العام للحراك الاستخباري الذي نشط في البحرين والكويت وها هو يتشيطن في واشنطن!. [email protected]