تزحف الجماهير السعودية عامة والاتحادية على وجه الخصوص في الثامنة وخمس دقائق مساء، صوب ستاد الأمير عبد الله الفيصل في جدة، فيما سيلتف الآلاف وربما الملايين خلف الشاشات لمتابعة ممثل الوطن عميد الأندية السعودية الاتحاد، عندما يستقبل تشينبوك الكوري الجنوبي في لقاء ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا لموسم 2011م، وتعلق الجماهير السعودية أمالا كبيرة على لاعبي ونجوم العميد، من أجل تحقيق النتيجة الإيجابية، وحسم الأمور قبل التوجه ل(جيو نجو الكورية) لخوض لقاء الإياب. فالعميد بات الممثل الوحيد للكرة السعودية في هذه المرحلة، بعد خروج الهلال والشباب والنصر، ومن البديهي أن يكون محاطا بالأمنيات والتمنيات، وأن يكون السفير المعتمد للكرة السعودية في هذه البطولة التي حمل لقبها مرتين، وحل وصيفا في مرة أخرى. والفريق الاتحادي سيجاهد من أجل تحقيق النتيجة المطمئنة، التي تسهل من مهمته في الإياب، أما الفريق الكوري فيريد أن يظفر بنتيجة تمنحه التفوق في مرحلة الذهاب، من خلال مفاجأة يحققها على أرض منافسه. مشوار تأهل صعب للفريقين الاتحاد وصل لهذه المرحلة، بعد أن أنهى مهمة الدور ربع النهائي بنجاح، حيث كسب سيؤول الكوري بنتيجة 3 / 2 في مجموع المباراتين، فقد كسبه ذهابا 3 / 1 في جدة، وخسر أمامه في الإياب 0 / 1 في سؤول. أما تشينبوك الكوري الجنوبي فقد كسب بدوره سيريزو اوساكا الياباني بنتيجة 9 / 5 في مجموع اللقاءين، فبعد أن خسر في الذهاب 3 / 4 في اليابان عاد وكسب في الإياب بنتيجة 6 / 1 في كوريا، وبذلك بلغ الفريقان نصف النهائي ويتواجهان في المحطة الأخيرة قبل النهائي على مرحلتي ذهاب وإياب تبدأ بمواجهة الليلة، وتنتهي بمواجهة الإياب في كوريا في السادس والعشرين من الشهر الجاري. التاريخ ينصف العميد وتنتظر الجماهير السعودية المتابعة للقاء الكبير أن يكون الاتحاد في الموعد، وأن يكرر مواقفه المبهرة أمام الفرق الكورية، وهو قادر على ذلك، فقد أعتاد الفوز على تلك الفرق على اختلاف مسمياتها، وهذا ما دونه التاريخ، حيث لعب الاتحاد مع الفرق الكورية 11 مرة، إذ نال نصيب الأسد من مرات الفوز ب 7 انتصارات كان آخرها أمام سؤول الكوري في ذهاب ربع النهائي، فيما تعادل مرة وخسر 3 مرات أمام بوهانج ستيلرز والأخيرة أمام سؤول في إياب ربع النهائي، وسبق للاتحاد أن تغلب على ضيفه الليلة في نفس الدور عام 2004م 4 / 3 في مجموع اللقاءين إذ كسبه ذهابا 2 / 1 في جدة، وتعادلا إيابا 2 / 2 في كوريا، وكان الفوز الاتحادي الأشهر في عام 2004 على سويغنام، فعلى الرغم من أنه خسر في جدة 1/3 إلا أنه عاد في الإياب وكسب بخماسية شهيرة وحقق اللقب. خطوط مترابطة وحراسة مطمئنة خطوط الاتحاد مترابطة ومنضبطة ومنظمة، وهذا ماظهر في ربع النهائي، وأيضا في مواجهة الشباب الأخيرة، مما يزيد من درجة التفاؤل لدى الجماهير السعودية، فالمرمى الاتحادي بين أيد أمينة، في ظل وجود المتمكن والثابت المستوى مبروك زايد، والذي عادة ما يبعث وجوده الاطمئنان في نفوس وقلوب الجماهير الاتحادية، نظير المستويات الراقية التي ظل يقدمها من مباراة إلى أخرى. الخوف من العمق يتخوف الاتحاديون من الخلل الذي يعاني منه العمق الدفاعي في أوقات عصيبة من اللقاءات التي يخوضها الفريق، فقد خاض الاتحاد منذ بداية الموسم على الصعيدين المحلي والآسيوي ست مواجهات، ولم تخلو أي مواجهة من تعرض الفريق لولوج أهداف سهلة في مرماه تكون بأخطاء العمق، وسيعمل ديمتري على حل هذه المشكلة قبل مواجهة اليوم، بغلق مناطقه الخلفية والأطراف، كما حدث في لقاء الشباب، وبالرغم من ذلك فإن وجود الثنائي الدولي حمد المنتشري وأسامة المولد يعطي الاطمئنان لزملائهما، خاصة إذا ماكان هناك تركيز طوال دقائق اللقاء من قبل الثنائي وتحديدا المنتشري مع المساندة من قبل المحور الدفاعي سعود كريري. وسط ماهر وهجوم ضارب في الناحية الهجومية وصناعة اللعب، يملك الاتحاد جميع مقومات النجاح، ولديه لاعبين متمرسين أمثال محمد نور وويندل مع المساندة من قبل الأطراف، مع وجود الجزائري المرعب عبد الملك زيايه في المقدمة، وهو المتحرك الذي يجيد الألعاب الهوائية وخلخلة دفاعات الخصوم. تكثيف الوسط المدرب الاتحادي ديمتري ينتهج أسلوبه المعتاد 4 / 5 / 1 مع تحول محمد نور إلى مهاجم ثاني في حالة الهجوم، وبالاعتماد على اللعب على الأطراف ومساندة الرهيب والعنزي من اليمين والسعيد وويندل من الجهة اليسرى، وإن كان قد غير من ذلك الأسلوب أمام الشباب ولعب بطريقة 4 / 4 / 2 إلا أنه من غير المتوقع أن يغير أسلوبه المعتاد في هذه المباراة.