يبدو أن التراث الفارسي القديم، والمتمثل في عبادة النيران، مازالت آثاره متعلقة بالشخصية الإيرانية، على الرغم من اعتناقها الإسلام، الذي يبدو أنه لم يغير كثيرا من هذه الشخصية، لكن الأمر يختلف حديثا عما كان عند آبائهم في القديم، فالقدامى عبدوا النيران، والمعاصرون يلعبون بها. ولعب إيران بالنيران ليس جديدا، فقد دأبت منذ عقود مضت، على إثارة الفتن والقلاقل في كثير من دول العالم، وبخاصة دول الجوار، فسعت إلى تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية، ولا أدري ما هي الملامح الإسلامية لهذه الثورة، كما لا أدري أي إسلام يعنونه ويقصدونه، أهو إسلام المليار الذين ينتشر في كل أنحاء العالم، أم هو إسلام الملايين التي تعيش في دولة واحدة، وأتباعه المبعثرين في دول عدة ؟. عموما، لهم طبعهم ولنا طبعنا، ولنا أخلاقنا، وتاريخنا ولهم أخلاقهم وتاريخهم، وليس هذا بيت القصيد، وإنما أشير هنا إلى تلك المحاولات التي سعى جيراننا الإيرانيون من خلالها إلى زعزعة أمن واستقرار دول الخليج، وليس ما يحدث في البحرين الشقيق، وفي بعض مدننا بالمنطقة الشرقية بخافٍ على أحد، بل لقد تعدى نشاطهم الخليج العربي، ليصل إلى لبنان والعراق وغيرهما. ولم يكتفِ الإيرانيون بذلك، بل سعوا أخيرا وعلى نحو ما تم إعلانه من خلال الشهادات والوثائق والتحقيقات إلى محاولة اغتيال شخصيات سعودية دبلوماسية كبيرة، تجسدت في تلك المحاولة الآثمة لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة. إيران التي كثيرا ما نسبت اغتيال علمائها للموساد الإسرائيلي، والتي عجزت عن الانتقام من إسرائيل جراء اغتيال مواطنيها، نراها تحاول اغتيال السفير السعودي، في محاولة يائسة لإثبات الذات، في عالم لم يعد الإرهاب فيه وسيلة لإثبات الذات، بل هو دليل على الفشل الذريع في القيام بدور إيجابي فعال في الحضارة الإنسانية. إن محاولة اغتيال مواطن سعودي، أيا كان، ودبلوماسي، على وجه الخصوص يعني اعتداء سافرا على بلادنا حكومة وشعبا، وهو سلوك مستهجن على المستوى الديني والأخلاقي والحضاري والدولي، لجمهورية تزعم أنها إسلامية وذات حضارة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ويشير في نفس الوقت إلى مرحلة متقدمة، وخطرة للغاية، في نهج إيران وحكامها، تجاه المملكة العربية السعودية، كما يعد مؤشرا كذلك إلى دخول إيران إلى منطقة محظورة، لا ينبغي السكوت عليها.. على حكومة المملكة ونحن نثق في حكمة قيادتنا ودينهم وأخلاقهم وحنكتهم اتخاذ ما يلزم من إجراءات، لكبح جماح ذلك «البلطجي» الذي بات يهدد أمننا واستقرارنا ومواطنينا، وعلى الإخوة أبناء الوطن، في المنطقة الشرقية، أن يدركوا جيدا ذلك الدور المشبوه، بل والقذر، الذي تلعبه جارتنا اللدود من أجل الوقيعة بين أبناء وطننا، وهو ما ينبغي أن يعيه جيدا كل مواطن سعودي، يعيش على أرض هذا البلد، ويتمتع بخيراته، وينعم بأمنه واستقراره. وعلى قادة إيران أن يعرفوا جيدا، أن اللعب بالنيران التي عبدها آباؤهم قبل أن يهديهم الله تعالى إلى الإسلام ستكون عاقبته وخيمة، بل وستكتوي أيديهم بها، قبل أن يكتوي بها غيرهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة