ليبيا الشقيقة تشتعل.. الليبيون أصبحوا إخوة أعداء، يقتل بعضهم بعضا، وكيف لا تجري أنهار الدم على أرض البطل الشهيد عمر المختار، وقد هدد القائد والزعيم شعبه بالقتل في كل شارع وزنقة، بل وفي كل بيت. وعندما تلعب القبلية البغيضة دورها، وتجد من ينفخ في نيرانها، فالخوف على الأخضر واليابس، وقل على الدنيا السلام. صولات وجولات «الزعيم» وتطاوله، وتآمره على الأبرياء، لن يسلم منه عالمنا العربي، ولم تسلم منه أفريقيا المستأنسة، ولا أوروبا، ولعل دعاء ضحايا «لوكربي» من المدنيين ما زالت تلعن من أراقها، وأخيرا، عانى شعبه الموت والقتل، بعد أن عانى الفقر والاستبداد. لكن اللافت للنظر في خطابات «الزعيم» منذ ثورة الشعب الليبي الأبي، أن القائد قد اتهم في بداية الأحداث دولا عربية مجاورة، وما أظنه يعني إلا مصر، بتهريب كميات هائلة من حبوب الهلوسة والحبوب المخدرة التي جعلت شباب بلاده في حالة غير طبيعية، وقام بثورته على الأب والقائد والزعيم والملهم. إدانة من الحاكم لشعبه، واتهامه بالهلوسة، ولا أدري ماذا يقول لنا فخامته عن قادة الجيش والوزراء والسفراء في الخارج، الذين أعلنوا الخروج عليه، والانضمام إلى الثوار، وفضحوا كثيرا من خباياه، وكيف أضاع ثروات البلاد في أسلحة قام بتدميرها بنفسه، ومشاريع فاشلة كالنهر الصناعي العظيم، ناهيك عن تمويل الثورات والانقلابات والاضطرابات في العالم، وشراء ذمم كثير من ضعاف النفوس من حكام أفريقيا، حتى تم تتويجه «كملك الملوك». ويبدو أنه أدرك أن هذا الهراء، وتلك اللعبة السخيفة لم تقنع العالم، على الرغم مما عرضه من سيارات تحمل علبا من العقاقير والأدوية تأكيدا لمزاعمه، بعد أن انكشف أمام العالم أجمع، فراح يضرب على وتر لم يعد ينطلي على أحد، ألا وهو أن كل ما حدث في البلاد إنما هو نتائج تآمر «خلايا نائمة» لتنظيم القاعدة. هكذا قال فخامته، وهكذا أكد ابنه «المحروس» سيف الإسلام. ولعله لم يسأل نفسه: كيف وصلت القاعدة لوزرائه، وقادة جيشه، بل كيف تمكنت من سفرائه في الخارج، ومندوب بلاده في الأمم المتحدة؟! فخامة القائد يدرك «فوبيا» القاعدة في الغرب، وظن أن هذا الغرب لا يفهم حقيقة الأوضاع في بلاده، وأنهم سيسارعون إلى دعمه والوقوف إلى جانبه، أو على الأقل سيغضون الطرف عن مذابحه وجرائمه في حق الشعب الليبي والإنسانية، حتى يقضي نيابة عنهم على خلايا القاعدة التي تريد أن تتخذ من ليبيا مركزا لتهديد المصالح الغربية. لكن خاطب ظن القائد، وانكشفت ترهاته وأكاذيبه، وكشرت المحكمة الجنائية الدولية عن أنيابها، وحركت أمريكا سفنها تجاه الشواطئ الليبية، وبدأ الاتحاد الأوروبي يعد العدة للتدخل، لا للقضاء على القاعدة، وإنما للقضاء عليه ذاته. دور شبيه بدور صدام حسين، الذي أدت حماقته إلى استعمار العراق، وتهديد الأمن العربي بأسره، وليس بمستبعد أن تتدخل الدول الغربية بغطاء دولي أممي، بذرائع ظاهرها «إنقاذ» الشعب الليبي، وباطنها فيه الاستعمار، لضمان مصالحها الاقتصادية، وأمن دول البحر المتوسط، وعندها سيكون فخامة القائد أول الهاربين إلى دولة أفريقية ينصب فيها خيمته، ويستثمر فيها مليارات بلاده التي قام بتهريبها هو وأولاده، وقتها، سيتم تغيير الكتاب الأخضر إلى كتاب أسود، يحكي قصة زعيم، فرط في أرضه، ومزق وطنه، وفرق شعبه، وأراق دمه، وخرب موارده، وسيغير الإخوة في ليبيا اسم قائدهم السابق إلى «مدمر القذافي». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة