فرق الباحث الثقافي الدكتور محمد صالح جان الهاشمي بين مصطلح «التفاعل الثقافي والغزو الثقافي»، وقال: التفاعل الثقافي مشروع مطلوب لكن لكي يسمى تفاعلا فإنه يجب أن يقع بين جانبين على درجة واحدة من الندية، بحيث يعطي كل جانب الآخر ويأخذ منه بشكل واع وفي ظل اختيار حر، وأضاف على كل طرف أن يأخذ ما يريد ويدع ما لا يريد وفق قواعد ومعايير مدروسة ليطور كل طرف أساليب وأنماط حياته مع الاحتفاظ بهويته. وبين الهاشمي المتخصص في تدريس المناهج في جامعة أم القرى «الغزو الثقافي يتم من طرف قوي غالب، لطرف ضعيف مغلوب، وعادة ما يتحول المغلوب إلى مقهور ثم إلى مبهور بقوة قاهرة يأخذ منه ما يحتاج وما لا يحتاج إليه ورويدا يتحول إلى تابع ذليل له، وزاد المغلوب مولع بالاقتداء والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به وذلك هو الاقتداء. وحذر الدكتور الهاشمي من الانخداع بالحضارة الغربية والانبهار بما أتت به من مخترعات، وقال: علينا ألا ننخدع بالحضارة الغربية والانبهار بها فهي تقف اليوم على حافة الهاوية بسبب إفلاسها في عالم القيم التي يمكن أن تنمو الحياة في ظلها نموا سليما وترتقي رقيا صحيحا خاصة بعد أن انتهت الفلسفات فيها والديمقراطية إلى ما يشبه الإفلاس، وأضاف إنها في حاجة إلى منقذ، والإسلام هو المنقذ والمخلص، وزاد الإسلام هو المنهج الوحيد الذي يستطيع إنقاذنا من التردي الذي نحن فيه نتيجة السير وفق فلسفات وإيديولوجيات مختلفة ومتناقضة أوصلنا إلى هذه الفوضى الثقافية.