أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور اسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل وأن يتقوا يوما يرجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم في المسجد الحرام// إن سمو الاهداف ورفعة الغايات لأي تجمع بشري هو أساس نجاحه وسبب بلوغه الغاية ووصوله إلى المراد وإذا كان هذا شأن أي تجمع وحال أي تكتل فكيف باجتماع الحج إلى بيت الله في بلد الله الحرام موطن المقدسات ومتنزل الرحمات والبلد الذي حرمه الله يوم خلق السموات والأرض وحمى حماه وأضفى عليه رداء الأمن الشامل الذي عم الإنسان والحيوان والنبات لإقامة الشعائر وأداء المناسك // إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين // . وأضاف فضيلته يقول//وليغدو الملتقى للإخوة والقبلة للمصلين والملاذ للمؤمنين يجتمعون في رحابه تلبية لنداء خليل الرحمن امام الحنفاء وابي الأنبياء ابراهيم عليه السلام //واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود// . وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق// ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير// . وقال// إن شهود المنافع وطيب الصلة بهذه الفريضة وثيق الإرتباط بها إذ هو أثر من أثرها وثمرة من ثمارها وإنما ياعباد الله ضروب شتى وألوان كثيرة وأبواب كبيرة من المنافع غير إنها تجتمع على مقصود واحد وتلتقي عند غاية واحدة هي تحقيق صلاح أمر الدين و الدنيا إلا وان من أظهر هذه المنافع التي يشهدها حجاج بيت الله اجتماعهم المبارك في رحاب بلد الله وفي اكناف حرمه وتحت ظلال بيته هذه الثلاث التي ذكرها بعض أهل العلم فأولها تلك المعاينة تخبت بها قلوب المؤمنين حين يواجهون بيت الله وهم الذين طالما استقبلوه وتوجهوا اليه بقلوبهم وأبدانهم وتشوقت أفئدتهم الى الطواف به والصلاة عنده فتكون هذه المعاينة المباركة سببا لربط المؤمن ربطا مباشرا بشعائر دينه وفيها حياة وأي حياة لمشاعر وأفئدة حجاج بيت الله , وثانيها ان الحاج يقضي ويمضي من عمر الزمان أياما لاهم له فيها ولايشغله إلا ذكر الله والتلبية والتجرد لهما من كل شواغل الحياة الدنيا فقد أمضى عمرا طويلا وصرف زمانا مديدا غارقا في تدبير معاشه في العاجلة وآن له ان يوجه عنايته ويصرف جهده في سبيل تقديم شيء لآجلته وهو ذكر وتلبية وقرب وطاعات يزدلف بها المؤمن الحاج إلى مولاه في أشرف البقاع وأفضل الأماكن فيكون مع التجرد والإخلاص ادعى إلى الإجابة وأقرب إلى القبول , وثالث المنافع هذا التدريب التربوي الذي يندر أن يحصل له مثله في كافة أطوار حياته ذلك أن أحكام هذا الدين وتكاليفه تفرض على سلوك المؤمن رقابة صارمة لاتترك له أدنى مخالفة بل إنها لتحاسبه حسابا عسيرا على كل ما يجترحه من مخالفات مهما صغر شانها يتضح ذلك في محذورات الإحرام التي قد يستوجب فعلها فدية من صيام أو صدقة أو إراقة دم , وهذا يتطلب من المؤمن ضبطا لأعماله منبعثا من نفسه بغير سلطة عليه أو وساطة من غيره فيكون مآل ذلك أن ينظم المؤمن من نفسه رقيبا عليها يحاسبها ويضبط اهواءها ويكفح جماحها والله سبحانه مطلع عليه في كل ذلك يرى عمله ويكتب مبلغ نزاهته فيه وفي هذا اعظم تربية وأمكن تدريب وأقوى تأثير0 // يتبع // 1549 ت م