دعا الزميل عبدالرحمن الوابلي إلى صياغة قوانين تجرم كل من يبث الكراهية الطائفية أو المناطقية، وهي دعوة مثالية يمكن أن أضيف إليها تجريم كل من يطل على وطنه بوجهين! فإذا كان صاحب الوجه المتعصب الطائفي أو المناطقي أو القبلي الذي يطل بوجه لا تخفي ملامحه أي رتوش يستحق العقوبة، فإن من يطل بوجهين متناقضين يستحق عقوبة مضاعفة! إنني أعني هنا من يملؤون الدنيا ضجيجا بخطبهم ومقالاتهم وحواراتهم المثالية التي تدعو إلى وحدة القلوب وتصفية النفوس واحترام العقول ونبذ الكراهية وإدانة التعصب، لكنهم عند أول اختبار لإدانة المتطرفين والكارهين والخونة من بني جلدتهم تجدهم أكثر الناس تقاعسا وتخاذلا، وأشدهم كراهية وتعصبا، وأقلهم إيمانا بمبادئهم وشعاراتهم! فالبعض يمضي حياته في تبني خطاب وطني وفكري جامع لكنه يفاجئك في اللحظة التي تمس فيها طائفته أو منطقته أو قبيلته أنه أكثر تطرفا وعصبية من كل الذين أمضى حياته في إلقاء الدروس والمواعظ على رؤوسهم! الأمر بالنسبة للبعض ربما كان حالة تحفيز للجينة الكامنة في ذات الإنسان التي قد تفاجئه هو نفسه بحقيقته قبل أن تفاجئ الآخرين، أما بالنسبة للبعض الآخر فهو مجرد سقوط أقنعة، لتكشف عن الوجه الحقيقي الذي كاد النفاق والخداع والرياء أن يخفي ملامحه! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة