أسوأ من المتطرف الذي يمارس الإقصاء ويصادر حرية الرأي الآخر، من يعيش حالة تناقض مع نفسه، يتقمص دور المؤمن بحرية التعبير وتعدد الآراء في الوقت الذي يصادر فيه حرية تعبير الآخرين ويدوس على تعددية الآراء المخالفة عندما لا توافق هواه أو تتعارض مع أفكاره!! أما الجريمة الكبرى بحق الفكر وحرية التعبير فهي عندما يقدم أمثال هؤلاء أنفسهم على أنهم حملة راية الحرية وحماة التعددية، بينما هم أول من يناقض مبادئها ويهدم في أسسها!! وهم أسوأ من المتطرفين الإقصائيين لأنهم يطلون على المجتمع بوجهين بينما يطل أولئك بوجههم الحقيقي دون أية رتوش يخفون بها ملامحهم العارية!! ويتخذ الإقصاء أكثر أشكاله قبحا عندما يتحول إلى استعداء لا يكتفي بمصادرة حق حرية تعبير الآخرين وإنما يؤلب السلطة الرقابية عليهم أيضا ويسعى إلى تقييد حقهم في التعبير لمجرد أنه يخالف رأيه، وهنا نكتشف أن داعية حرية الرأي هذا ليس أكثر من متطرف آخر يختبئ في رداء شفاف لا يستر عورته الإقصائية!! بالنسبة لي، لا فرق بين أي متطرف من أي تيار فكري أو مذهب سياسي ما دام يسعى لفرض قناعاته على الآخرين ومصادرة حريتهم وحقهم في التعبير لمجرد مخالفته في الرأي، وبكل تأكيد لن يخدعني إقصائي يتدثر بعباءة داعية حرية رأي، خاصة إذا كانت عباءة مرقعة بالخرق!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة