عندما دخلت إلى عيادة طبيب الجلدية بعد 10 سنوات من آخر زيارة لاحظت تغير شيئين، الأول أن سعر الزيارة تضاعف، والثاني أن نشاط العيادة تحول من الجلدية إلى التجميل! كان الطبيب صاحب العيادة من أشهر أطباء الجلدية قبل 10 سنوات، لكنه اليوم من أشهر أطباء التجميل، وعندما سألته عما تبدل خلال هذه المدة أجاب ضاحكا: «الزمن»، طبعا كان يقصد معركة الباحثين عن الشباب والجمال مع الزمن، ثم أضاف: نحن اليوم نمثل سلاح طلاب الشباب والجمال في معركتهم مع الزمن! اللافت أن صالة انتظار الرجال لم تكن أقل زحاما من صالة انتظار النساء، فلم يعد طلب الجمال والشباب محصورا بالجنس الناعم فحسب خصوصا وأن مساحة النعومة هذه الأيام أصبحت تتسع للجنسين! والأولون ظنوا أن المعركة مع الزمن خاسرة فقالوا: هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟! ولو وجدوا اليوم لقالوا: نعم، لكنها جولات يكسبها الإنسان، وفي النهاية الحرب يربحها الزمن! أما المقلق فهو أن هذا الهوس بعمليات الشد والنفخ والشفط والحقن والنحت والتكبير والتصغير الذي حول الكثير من العيادات الجلدية إلى متاجر لبيع الجمال المصطنع وتسويق وهم الشباب، لا تقابله معايير رقابية صارمة من قبل الجهات الطبية المختصة، مما يجعل مخاطر الاندفاع خلف أوهام الجمال والشباب الدائمين أشبه بالاندفاع نحو المجهول، خاصة في ظل هشاشة آليات التشاكي والتقاضي في الأخطاء الطبية، وغياب ضمانات حقوق التعويض العادلة! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة