أكد المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالله العمرو، أن المدينة تشهد عهدا جديدا من التطوير والتوسع بالتزامن مع النهوض الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة، والذي توجه خادم الحرمين الشريفين بقراراته الملكية، التي تضمنت التوجيه بتخصيص 16 مليار ريال لدعم المنشآت الصحية، والتي أسهمت بما وفرته من دعم سخي في أن معظم المشاريع التي كانت ضمن المخطط العام للمدينة والممتد ل 16 عاما، ستنفذ في ظرف 5 أعوام. وبين العمرو في حوار ل «عكاظ»، أن المدينة تحتل موقعا بارزا على مستوى المملكة، كونها مرجعية لمستشفيات وزارة الصحة، منوها إلى نجاحها في تقديم الخدمة المتخصصة لمختلف أنواع الرعاية التشخيصية والعلاجية والوقائية. وأوضح أن المدينة أنهت العديد من الإجراءات الأساسية لتنفيذ الأوامر الملكية المتعلقة بتنفيذ عدد من المشاريع، وهي الآن في طور الترسية. فإلى تفاصيل الحوار: • بداية، حدثنا عن توجه المدينة في تقديم الخدمات الطبية؟. تقدم المدينة الخدمات الطبية التخصصية التشخيصية والعلاجية، واستقبال جميع المرضى المحالين من مستشفيات وزارة الصحة، والتعامل معها علاجيا في المستشفيات والمراكز الطبية الموجودة فيها، وهي المستشفى الرئيس، مستشفى الأطفال، مستشفى النساء التخصصي، مستشفى التأهيل الطبي، مركز الأورام، مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، المركز الوطني للعلوم العصبية، المركز التخصصي للسكر والغدد الصماء، وتعتبر جميعها من أفضل المراكز في المنطقة، حيث تم تجهيزها لتتعامل مع نوعية الحالات المحولة والعمليات المعقدة، وذلك باستخدام أحدث الإمكانات والأجهزة الحديثة وإشراف نخبة من الكفاءات الطبية والفنية ذات الخبرة الواسعة في مجال الرعاية الصحية. • ماذا عن المشاريع الجديدة لمدينة الملك فهد الطبية وخدماتها؟. عملت المدينة الطبية على التوسع في الخدمات وإنشاء كل ما يساعد في تقديمها بشكل حديث ومتطور، وبالنظر للإحصائيات ونسب زيادة عدد السكان وتوقع ارتفاع أعداد من يتم استقبالهم، كان من الضروري وضع الخطط المستقبلية التي يتطلب تطبيقها إنشاء مشاريع تساعد وتساهم في دعم تقديم الخدمة، ومن تلك المشاريع ما تم الانتهاء منها وبعضها سيتم البدء فيها قريبا، وهي تتنوع بين إنشاء مراكز طبية ومبان مساندة ومجمعات سكنية ومواقف سيارات ومستودعات وغير ذلك، وقد أقرت المدينة إنشاء عدد من المشاريع الجديدة وذلك ضمن خطتها الاستراتيجية التي تم اعتمادها خلال الفترة من 2010 وحتى 2026، وتشمل إنشاء مبان جديدة كليا لمراكز ومستشفيات المدينة الطبية، إضافة إلى تطوير وتوسعة منشآت قائمة من أجل مواكبة التسارع الملحوظ في أعداد المراجعين والمستفيدين من الرعاية الطبية، ويتوقع أن تزيد الطاقة الاستيعابية في المدينة بنسبة 150 في المائة مع اكتمال المشاريع الجديدة، التي تشمل أيضا مباني سكنية وإدارية وخدمية، وقد روعي في التخطيط للمشاريع الجديدة أن تكون على أحدث طراز هندسي في مجال المنشآت الطبية، وذلك بالاستفادة من الخبرات المهنية العالمية، ومن خلال تطبيق تقنيات المباني الصديقة للبيئة والمهيأة فنيا وتقنيا، من أجل تقديم منشآت مستدامة الإمكانيات ومتوافقة مع معايير الجودة من حيث البنية واستخدام توفير الطاقة والخدمات، وهو ما من شأنه تلبية حاجة المرضى، كما أن إعادة توزيع وتصميم بعض المنشآت سيلعب دورا في توفير مساحة أكبر، وهو ما يعني زيادة نطاق المستفيدين من الرعاية الطبية. • ما هي أبرز المشاريع التي تم اعتمادها؟. اعتمدت مدينة الملك فهد الطبية جميع التصاميم الخاصة بمشاريعها الجديدة، ومن أهمها مشروع مركز الأورام، الذي سيتم طرحه على المقاولين بداية العام المقبل، وكذلك توسعة مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب والمركز الوطني للعلوم العصبية، وسيضاف أيضا مبنى المختبرات والمكاتب الإدارية، والتي تم تصميمها من خلال مكتب استشاري أمريكي يعتبر من أوائل المكاتب الهندسية المتخصصة في المنشآت الطبية وتصميمها، والمتوقع أن تنتهي كلها بنهاية عام 2014، وراعت مشاريع المدينة التوازن مع متطلبات المستشفيات ومحدداتها المعمارية المعينة، والسعي إلى استخدام تصور ملائم لنقل المنشأة من شكلها الحالي إلى شكل عصري. • كان لمدينة الملك فهد الطبية نصيب من القرارات الملكية التي صدرت بتنفيذ عدد من المشاريع الصحية، حدثنا عن هذا الجانب؟. كان للقرارات الملكية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين، تأثير مباشر في تسريع الحركة التنموية الخاصة لمعظم المنشآت الصحية القائمة، وهو ما يمكن لمسه في المدينة، حيث أسهمت تلك القرارات بما وفرته من دعم سخي للقطاع الصحي في أن معظم المشاريع التي كانت ضمن المخطط العام للمدينة والممتد ل 16 عاما، ستنفذ في ظرف 5 أعوام. • ما هي المجالات التي تعزز الخدمات الطبية في المدينة، مثل الجانب الاستثماري والتدريب؟. على الصعيد الاستثماري كان تأسيس صندوق الإيرادات المالية الذاتية مرحلة مهمة في الإدارة الاقتصادية لهذه المنشأة، وأحدث هذا الصندوق مسارات واعدة للنمو من الداخل، وذلك بالاعتماد على أكثر الطرق سهولة وتقدما في خلق فرص يمكن الاستفادة منها وإعادة مردوداتها على مشاريع أخرى في المدينة تصب جميعها في الخدمات الطبية والاجتماعية والإنسانية، كما نفذ خلال السنتين الماضيتين عددا من المؤتمرات والأنشطة التثقيفية والاجتماعية للمرضى والموظفين، إضافة إلى التوسع في الخدمات التي تستهدف المرضى بشكل مباشر مثل الإعانات أو التذاكر أو السكن وتوفير متطلباتهم الضرورية، من أهم الإنجازات التي تحققت للصندوق أيضا نجاحه في مساعدة المدينة على توسيع نطاق المرضى المستفيدين منها، إضافة إلى احتضان المدينة كلية الطب، والمدينة تؤمن أن التدريب هو الأداة الرئيسة التي تكسب الفرد مهارات دعم العمل المؤسسي, ولهذا تم إنشاء الإدارة التنفيذية للشؤون الأكاديمية والتدريب، والتي أخذت على عاتقها مسؤولية التعليم الأكاديمي وتدريب وتطوير القوى العاملة، وانطلاقا من حرص المدينة الطبية على الاستفادة من التقنية وتوظيفها فيما يخدم المريض، تم وضع بنية تحتية ضخمة جدا للحاسب الآلي، ويتم تقديم الخدمات الإلكترونية المساندة للخدمات الطبية ويفوق ما فيه من خدمات ما يقدم في مستشفيات المملكة الأخرى، وقد تجاوزت المدينة مرحلة التعامل التقليدي مع بيانات المرضى وذلك باستخدامها نظاما صحيا إلكترونيا بالكامل، وهذا يساعد في تقليل الأخطاء، وكذلك تقديم خدمة توفير الدواء سريعا للمريض، كما حققت المدينة عددا من الإنجازات الطبية العالمية.