«صغار الكاراتيه» عالم طفولي وأحلام لمحاربة الأشرار ووسيلة للتنفيس عن طاقتهم الداخلية، «عكاظ الشباب» تسللت إلى أحد نوادي رياضة الكاراتيه لرصد قدرة الأطفال على ممارسة هذه الرياضة بعيدا عن المشاهد الفيلمية أو الكرتونية التي تسجل في عقولهم الصغيرة، فهذه الرياضة التي يعرف الكثير أنها تنتهي بالحزام الأسود ولكنها تنقسم تدريجيا على سبعة مستويات، فتبدأ بالأبيض، الأصفر، البرتقالي، الأخضر، الأزرق، والبني. بداية، تحدث الطفل عبدالله أحمد (7 سنوات)، بجرأة قائلا: أحب رياضة الكاراتيه لأدافع عن نفسي، ووالدي هو من أقترح علي ممارستها، وأتقن ركلة «مواشي»، وبثقة في نفسه يقول: سأضرب من يضربني. أما الطفل أسامة محمد (8 سنوات)، فأشار بقوله: أتمنى أن أصبح قويا لأرفع اسم بلدي عاليا بالمشاركة في المباريات الدولية، وسأذهب إلى فرنسا لأنها الدولة الأولى في رياضة الكاراتيه وقد تقدمت على اليابان كما أخبرني مدربي. ويتحدث عبدالله أبو بكر (6 سنوات)، عن نفسه بعد تأدية بعض الركلات ويقول: أنا الأصغر بين زملائي في النادي وأقواهم وأفوز عليهم في كل جولة. وفي ختام الجولة تحدثنا إلى الكابتن أبو بكر الجبرتي، الذي أوضح أن الطفل عندما يشاهد هذه الرياضة يسجل حركاتها في العقل الباطن، ويلاحظ أولياء الأمور أن أطفالهم يؤدون حركات رياضة الكاراتيه رغم اكتفائهم بالمشاهدة في بداية التدريب وبعد فترة يتمكن من أدائها بشكل شبه احترافي. ويتابع الجبرتي: أطفالنا يملكون الكثير من المواهب ولكن عدم الاستمرارية يفقدهم تقدمهم في الرياضة، ففي مجتمعنا حتى الآن لم تؤخذ هذه الرياضة على محمل الجد، فالآباء يرفضون تنقل أبنائهم لمدن أخرى من أجل مباراة والسفر لخارج المملكة من باب أولى، على الرغم من أنها رياضة مفيدة لأجسام الأطفال وتساعدهم في حياتهم العلمية وفي ارتفاع سقف طموحاتهم لخوض مباريات المنتخب، والكثير من الرياضيين يتوقفون بعد الحصول على الحزام الأسود، مع أنه يعتبر البداية لممارسة اللعبة باحترافية، بالإضافة إلى أن الممارسة تمنح الطفل ثقة بنفسه وتحرره من الانطواء وتكسبه بعض المبادئ والقيم كالدفاع عن الآخرين وحفظ الحقوق. ويعود الجبرتي ليؤكد أن الرياضة تقوي الجسم والذاكرة وتحمي الجسم من العلل والأمراض، ويشيد بثلاثة من طلابه، اثنان أصبحا أطباء والثالث سلك الاتجاه العسكري برتبة ضابط. ويستطرد: تتميز رياضة الدفاع عن النفس بقدرة اللاعب على أداء ركلات الأرجل المتعددة بشكل سريع، وأتمنى من أمهات الرياضيين الصغار الاهتمام بنظامهم الغذائي وتوفير الوجبات الغنية بالفيتامينات الضرورية للجسم، فأسلوب الطعام ونوعيته تؤثر سلبا أو إيجايبا على ممارسة اللاعب للرياضة وعليهم الإكثار من شرب السوائل وعدم الإفراط في تناول السكريات ليتحمل كل طفل وزن جسمه ويتحرك بحرية.