تشهد العاصمة الصينية بكين اليوم تظاهرة ثقافية كبرى، حيث تستضيف حفل توزيع جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، عضو مجلس إدارة المكتبة ورئيس مجلس أمناء الجائزة، وبحضور نخبة مختارة من العلماء والمفكرين والباحثين المتميزين في حقل الثقافة والترجمة وعدد من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين في الحكومة الصينية. وأكد المدير العام للمنظمة العربية للترجمة الطاهر لبيب في تصريحات ل «عكاظ»، أن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة أصبحت في مصاف الجوائز العالمية المعنية بالترجمة، معربا عن سعادته بفوز المنظمة بالجائزة لجهودها في مجال الترجمة. وأفاد أن اقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين، رائد حوار الحضارات وثقافة التعايش السلمي، أضفى عليها مصداقية وشهرة، كون الملك عبدالله شخصية تحظى بالاحترام والتقدير في جميع الأوساط العالمية، ولفت إلى أن أهمية الجائزة تكمن في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، قائلا إن الفوز بالجائزة يعد شهادة رفيعة على الكفاءة وفرصة جيدة لانتشار اسم المترجم أو المؤسسة، وتابع إن الجائزة أصبحت جسرا معرفيا للحوار بين الثقافات والتعاون بين الشعوب والحوار الحضاري. وسيتم خلال الحفل توزيع الجوائز على الفائزين بالجائزة، حيث منحت جائزة مجال جهود المؤسسات والهيئات ل «المنظمة العربية للترجمة»، نظير إنتاجها كما ونوعا، مثمرا عن 125 عملا، أما الجائزة الخاصة بمجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية فقد منحت مناصفة بين الدكتور محمد بن عبدالله الزغيبي عن ترجمته لكتاب «الفيزيولوجيا» من اللغة الإنجليزية، لمؤلفته لندا كوستانزو، وكل من الدكتور عبدالله بن علي الغشام والدكتور يوسف أحمد بركات، عن ترجمتهما لكتاب «مبادئ تغذية الإنسان» من اللغة الإنجليزية، لمؤلفه مارتن ايستوود، الذي تناول فيه مكونات الغذاء وآثاره والعوامل المؤثرة في أنماط التغذية عند الأفراد والمجتمعات. ومنحت جائزة مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، مناصفة بين الدكتور جورج زيناتي عن ترجمته لكتاب «الذاكرة، التاريخ، النسيان»، من اللغة الفرنسية؛ للمفكر بول ريكور الذي يتناول فيه ثلاث قضايا فكرية وفلسفية عميقة، والدكتور محمد بدوي، عن ترجمته لكتاب «تأويل الثقافات» من اللغة الإنجليزية، لمؤلفه كليفورد غيرتز الذي يناقش مسألة التراث والثقافة من منظور الأنثروبولوجيا الرمزية أو التأويلية التي تقوم على تأمل الثقافة ودراستها بوصفها كيانا مستقلا. ومنحت جائزة مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، لكل من الدكتور فرانس شوب، عن ترجمته لكتاب «ابن رشد: كتاب فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال» إلى اللغة الألمانية، لمؤلفه ابن رشد والذي أكد فيه على مشروعية الفلسفة وعلم المنطق والاشتغال بهما والتوفيق بين الشريعة والفلسفة، جامعا ما بين العقل والإيمان ومفندا ادعاءات تعارضهما، والدكتورة يولانده غواردي وحسين بن شينة، عن ترجمتهما لكتاب «الأسرار في نتائج الأفكار: آلات مذهلة من ألف عام» إلى اللغة الإيطالية؛ لمؤلفه أحمد المرادي الذي ألف كتابه في القرن الحادي عشر الميلادي. وقرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية تقديرا لهما وتعزيزا لنقل الفكر والثقافة ودعما للحوار بين الحضارات، وهما الدكتور تشونغ جيكون «صيني الجنسية»، الذي نال درجة الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها، وعمل رئيسا لجمعية بحوث الأدب العربي في الصين، ومستشارا لمجلة الآداب الأجنبية، وعني كثيرا باللغة العربية؛ فأنتج أكثر من 80 عملا ما بين التأليف والترجمة والكتابة الأدبية، و الدكتور محمد عناني «مصري الجنسية»، الذي نال درجة الدكتوراة في اللغة الإنجليزية، وعمل أستاذا في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة، ورئيسا لتحرير مجلتي سطور والمسرح، وله نتاج قارب المائة عمل ما بين التأليف والترجمة. وحجبت جائزة مجال «العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى»، لعدم ورود أي ترشيحات للمنافسة على الجائزة.