وأنا أتابع برنامجا فضائيا، أطلت المذيعة وهي تقرأ دراسة علمية تقول فيها إن الصوت المنخفض للمرأة والصوت المرتفع للرجل دليل على الخيانة ومع احترامي لتلك الدراسة إذا كانت صحيحة فإنني غير مقتنعة بها شكلا ومضمونا لأن الصوت المنخفض ليس مقياسا لخيانة المرأة وكذلك المرتفع بالنسبة للرجل، لأن الأصل في صوت المرأة أن يكون منخفضا وهو دليل على حيائها وعفتها لا على خيانتها كما يدعي البعض، ولعل هذا الأمر يدفعني إلى معرفة معنى الخيانة ومن ثم معرفه أسبابها، والخيانة بإيجاز شديد هي مشتقة من لفظ خان أي نكص عهده وهو لفظ بذيء يبعث الاشمئزاز في النفس وقلة الاحترام. والخيانة مرفوضة في كل الأديان بل حتى عند الغرب وهو من ينادون بالحرية ليل نهار بمجرد أن يتزوج الرجل منهم يحرم عليه خيانة زوجته والعكس بالنسبة للزوجة ومن حقها فسخ الزواج إذا اكتشفت أن زوجها يخونها، وإني لأتعجب إذا كان حال الغرب الأوروبيين الذين يتشدقون بالحرية ليل نهار وحرية المرأة في الممارسة الجنسية المتعددة، فما بالنا نحن أرباب الأديان والفطرة السليمة!! والخيانة لها صور عدة؛ منها خيانة الأمانة وهي من علامات الساعة والخيانة الزوجية وهي تأتي أيضا في صور متعددة منها الخيانة بالعين وهى عبارة عن النظر إلى امرأة بانبهار وشهوة ونظرة المرأة إلى رجل أجنبي بشهوة ولذلك قال تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور) ومن صور الخيانة أيضا الخيانة بالعقل حيث يتخيل الرجل امرأة غير زوجته ويعيش معها بأحاسيسه ووجدانه، وكذلك المرأة رغم أنها في حضن زوجها إلا أنها تكون بأحاسيسها ومشاعرها مع رجل آخر، والخيانة القلبية وهى تجييش مشاعر الحب والاحترام لرجل غير زوجها وامرأة غير زوجته. وقد اجتهد الباحثون في معرفة بعض أسباب الخيانة الزوجية وكلها مرفوضة وليست مبررا للخيانة. ولكنى سأشير إليها والى تصنيفاتها فمنها ما قد تتحمله المرأة وذلك مثل إهمال الزوجة نفسها وعدم اعتنائها بمظهرها وإغفالها لاحتياجات الزوج العاطفية، وزيادة الاهتمام بالأبناء، والملل في الحياة الزوجية ويظهر هذا الملل بعد فترة كبيرة من الزواج وهو عند الرجال أكثر من النساء ويدفع الملل إلى عدم السعادة الزوجية ومن ثم يبحث هذا التعيس عن أسباب تسعده وضعف المستوى الثقافي ووجود فارق تعليمي بين الزوجين وهو أمر يؤرق الرجل، خاصة إذا بدأ نجم الزوجة يعلو في السماء وبدأت تنتشر وتظهر وهو ربما في وظيفة أقل منها شهرة ومكانة. د. سحر بنت كامل رجب جدة