الذين عبروا طريق الإبداع في مجالات الإعلام الحديث والإعلام لدينا عند نشأته في الستينات مؤسسين قواعد ومناهج سار عليها إعلامنا السعودي المتميز في كل الأحوال كثيرون مثل الشيخ جميل الحجيلان الذي لا يذكر إلا بالخير عندما يكون الحديث عن مسيرة الإعلام السعودي وتحديدا عند الحديث عن مراحل التأسيس للإذاعة والتلفزيون، وغيرهم مثل ذلك الشاخص بقوة في عمق تلك المرحلة . . محمد حيدر مشيخ الذي أستغرب كثيرا عدم المرور على سيرته واسمه في منعطفات كبيرة للإعلام المحلي وفي مراحل التكريم المختلفة، بل والأهم من ذلك أنه يكاد يكون ومحمد القزاز . . الاثنين اللذين من الممكن الاستفادة منهما في وسط المضمار الإعلامي ومعتركه وليس كاستشاريين حتى ولو بعد سن التقاعد الذي يعيشه كلاهما اليوم. اسم محمد حيدر مشيخ كان قد التصق بأولويات عديدة بل إننا نكاد نقول إن الأولويات في الإعلام السعودي هي التي اختارت هذا الاسم فمشيخ ابن المدينةالمنورة وضع الإعلام في وجدانه وفكره منذ انطلاقه بعد الثانوية في المدينة إلى كلية الإعلام الأبرز في العالم whitier في أمريكا ليكون السعودي الأول الذي يحصل على البكالوريوس في وسائل الإعلام في ستينيات القرن الماضي ليردف ذلك بحصوله على الماجستير في إدارة الأعمال من كاليفورنيا، المتتبع لخطوات الإنجاز في مسيرة محمد حيدر مشيخ يجده أول سعودي ينطلق صوته مذيعا في برامج الإذاعة العربية الأبرز والأعرق من القاهرة وإلى العالم العربي «صوت العرب» ويجده أيضا أول وأكثر مذيع يطل من خلال شاشة التلفزيون السعودي عند بدء بثه في الستينيات الميلادية وإذا أمعنا في البحث نجده واحدا من أول دفعة تبعث إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لدراسة التلفزيون قبل تشغيله لدينا مع زميله طارق ريري وغيرهما . المراد قوله هنا إننا نمتلك أسماء لدينا في دنيا الإعلام من الممكن أن يتخرج من تحت أيديها اليوم إعلاميون ذوو شأن كبير في دنيا الإعلام المفتوح والحديث اليوم ، هذا إذا ما آمنا أن لدينا أساتذة يستحقون شرف خدمة بلادهم في كل المراحل العلمية والإعلامية وإذا ما آمنا في نفس الوقت بحاجة البلد أصلا إلى خبراء من أبنائها ذوي التجارب الكبيرة ليسهموا وبشكل كبير في بناء أهم الأسقف في كل كيان «الإعلام»، ولعل محمد حيدر مشيخ الذي لا يعرف كثيرون عنه مدى ثقافته في المحاور والمجالس وعلاقته بالأدب العربي والأدب العالمي جدير بأن يكون شيئا ما في حياتنا الإعلامية بل والدبلوماسية لتجربته البارزة في وزارة الخارجية عندما عمل فيها وزيرا مفوضا تاركا آخر مناصبه في الإعلام . . كوكيل مساعد لوزارة الإعلام لشؤون التلفزيون. فاصلة ثلاثية لجميل بثينة: ما أنت والوعد الذي تعدينني إلا كبرق سحابة لم تمطر لعبدالله الفيصل: أرنو إليك على بعادك مثلما يرنو الحزين لساطع الأفلاك ولابن الفارض: أمير الحسن لم أدر الغرام ولا حر الجوى قبل ما شاهدت رؤياك