رصدت «عكاظ» جانبا من المعاناة اليومية لأكثر من 50 في المائة من سكان محافظة الليث، المتمثلة في شح المياه وطول الانتظار للحصول عليها، في وقت ينال فيه سكان مركز الغالة الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمالي محافظة الليث، الحظ الأوفر من تلك المعاناة. وأبدى الأهالي ل «عكاظ» استغرابهم من نقص المياه الصالحة للشرب على الرغم من وجود محطة تحلية في المحافظة، مما أوصل سعر صهريج المياه لنحو 200 ريال، مع عجز الغالبية من شرائه بهذا المبلغ المرتفع، مشيرين إلى أن بعضهم ينتظر أكثر من ثلاثة أيام للحصول على ماء حتى لو كانت من آبار غير صالحة للشرب، بينما تصب يوميا 500 متر مكعب من مياه التحلية في بحر الليث، إلا أن مدير محطة تحلية المياه في الليث لم يقر بذلك، مشددا على أن محطات التحلية لم يسبق لها القيام بإعادة المياه المنتجة إلى البحر. ويقول زاهر المهداوي أحد سكان مركز الغالة شمالي محافظة الليث، إن المواطنين في المركز تقدموا بشكاوى لمسؤولي جهات عدة؛ منها وزارة المياه وفرع التحلية، من أجل العمل على توفير مياه التحلية، مشيرا إلى أنها إما تقابل بالاعتذار أو الحفظ في الأدراج، بينما يرزح الأهالي تحت رحمة المتعهد الذي لا يفي بما تم الاتفاق عليه في العقد الذي ينص على تزويدهم ب 373 وايتا شهريا لسكان تلك المنطقة، في حين لا يصل منها إلا نحو 170 وايتا فقط. من جانبه، أكد ل «عكاظ» مدير محطة تحلية المياه في الليث المهندس صالح بالبيد، أنه لم يسبق للمحطة أو جميع محطات التحلية في المؤسسة أن قامت بإعادة المياه المنتجة إلى البحر. وأشار إلى أنه منذ بداية تشغيل محطة تحلية الليث بتاريخ 23/11/1430ه، كانت هناك إمكانية تشغيلها بكامل طاقتها الإنتاجية البالغة تسعة آلاف متر مكعب يوميا، إلا أن محدودية استهلاك المياه في محافظة الليث، الذي يقدر بنحو ثلاثة آلاف متر مكعب يوميا، حال دون ذلك، موضحا أن الكمية التي يتم تصديرها من المحطة لا تمثل سوى 30 في المائة من إنتاجها. وأضاف بالبيد بأنه تم عقد اجتماعات عدة مع محافظ الليث والجهات المسؤولة عن توزيع المياه في المحافظة لاستقبال أكبر كمية من المياه، وقد وعدوا بسرعة العمل في تأهيل شبكة المياه وزيادة عدد الأشياب وفترات العمل بها، إلا أن كمية السحب ما زالت كما هي حتى تاريخه. وأضاف بالبيد أن العمل جارٍ حاليا في مشروع تصنيع وتوريد وإنشاء أنظمة نقل المياه المنتجة من محطة الليث إلى القرى المستفيدة (الغالة، غميقة، الوسقة)، وقد بدئ العمل في المشروع بتاريخ 23/7/1432ه، ومدة تنفيذ العقد 610 أيام، أي نحو 20 شهرا.