لا يزال أطفال المدينةالمنورة يحتفظون بالصدارة في برامج الأطفال في الإذاعة والتلفزيون السعودي، وما زالت الأناشيد المدينية معروفة بألحانها وكلماتها التي تغنى بأصوات فتياتها. وتعتبر تغريد عمر المايسترو في الأداء منذ أكثر من عشر سنوات، وتقول عن بدايتها في الإذاعة «كنت أقدم برامج الأطفال مع المجموعة فقط وبمحض الصدفة سمع المنسق (عم أسامة) صوتي وبدأت في حضور جلسات التسجيل كمستمعة لمدة سنتين ومن ثم بدأت في أداء الأناشيد كاملة مع وجود الكورال في بعض الأحيان». وتستطرد «يا ورد الصباح، غرد ياعصفور، والله عليك يا بحر، من أكثر الأناشيد المفضلة لدي وأشعر بحميمية بيني وبينها، فلكل حلقة أنشودة جديدة نسجلها يوم الاثنين بالإضافة إلى الأناشيد المذاعة مسبقا والتي تذاع في حلقة يوم الخميس، ويكتب كلمات الأغاني الدكتور مدني الشريف ويلحنها الملحن المعروف محمد مشرف، والذي يتابع أداءنا للأناشيد وفقا لطبقات الصوت ومدى مناسبته للحن»، موضحة «أعتز بمتابعة الدكتور مدني واستشارته لنا في كلمات الأغنية ومدى إعجابنا بها، ففي بعض الأوقات نضطر لإعادة تسجيل الأنشودة لأن اللحن لم يعجب المجموعة، وفي حال مرضي أو حدوث طارئ لصوتي فشهد العياشي وغيرها من الزميلات يستطعن النيابة عني ويتمتعن بأداء وأصوات رائعة، وغالبا ما تكون مدة الأنشودة من 3 إلى 4 دقائق». وعما تفتقده في أغاني اليوم تقول: «أفتقد الفوازير التي كنت أقدمها قبل سنوات مضت، والتي كان لها طعم خاص أثناء أدائها وتقبل الأطفال لها، ولكن تقنية اليوم أضافت على أناشيدنا الكثير من المميزات الرائعة، إذ كان الخطأ في الكلمات خلال التسجيل كفيل بإجبارنا على إعادة الأنشودة من البداية، ولكن اليوم نكتفي بإعادة الكوبليه الأخير، وفي بعض الأحيان يتم تغيير طبقة الصوت بعد التسجيل وهذا ما يزعجني». تشارك شهد العياشي (11سنة) في الأداء وتقول «انضممت قبل سنة لمجموعة التسجيل، واستمتع بالوقوف خلف المايكرفون لأداء أنشودة أو اثنتين كل أسبوع، ويوم الخميس نذهب لاستديو الإذاعة الرئيس لتقديم الحلقة على الهواء مباشرة، وأطمح إلى أن أكون مذيعة معروفة في المستقبل». من جهته، يعلق المنسق أسامة زللي بقوله «عملت لأكثر من 30 سنة في إذاعة وتلفزيون المدينةالمنورة، أجمع الأطفال من الصباح الباكر يوم الخميس حتى ننتهي من الحلقة وأعيدهم قبيل العصر إلى منازلهم، شاركتهم العديد من اللحظات وأعتبرهم بمثابة أبنائي وبناتي، والكثير من الفتيات اللواتي عملن معنا قبل سنوات هن الآن أمهات». ولزللي رأيه الخاص بفتيات المدينة «من المعروف منذ بداية الإعلام السعودي عن قدرة فتيات المدينةالمنورة على حفظ وتقديم الأناشيد، فعندما أحضرهن لاستديو تقاسيم وأرتام منتصف الأسبوع لتسجيل الأغنية، يتعرفن على الكلمات واللحن وسرعان ما يحفظنه ويؤدينه ببراعة، فلا عجب أن أكيل المدح لهن فهن بناتي وخرجت أجيالا منهن، فإحداهن الآن مذيعة في إذاعة ال (بي بي سي) البريطانية وأعتز بها كونها تخرجت على أيدي إعلاميين من المدينةالمنورة».